"دكاكين أمل" تنقذ فقراء موريتانيا من البطالة والغلاء

"دكاكين أمل" تنقذ فقراء موريتانيا من البطالة والغلاء

01 نوفمبر 2015
"دكاكين أمل" توفر السلع الغذائية بأسعار رخيصة (العربي الجديد)
+ الخط -
انتشرت "دكاكين أمل" في مدن وقرى موريتانيا، وباتت أمل الفقراء في الحصول على مواد غذائية مخفضة، وأمل العاطلين عن العمل في الحصول على وظيفة بهذه الدكاكين مقابل مرتبات تدفعها الدولة.
وتعول الحكومة على برنامج "دكاكين أمل" الذي أطلقته لدعم الطبقة الفقيرة، وتعتبره تجربة ناجحة وفريدة من نوعها في منطقة الساحل الأفريقي، وافتتح، حتى الآن، 1483 دكاناً، ووظف 2400 عامل فيها، يشكل حاملو الشهادات الجامعية نصفهم.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة إلى أن كل دكان من دكاكين "أمل" يغطي الحاجيات اليومية لحوالي 200 أسرة في المتوسط، وتضيف أن مبيعات البرنامج من المواد الغذائية في مدينة نواكشوط لوحدها وصل 50 ألف طن هذه السنة، في حين كان لا يتجاوز، السنة الماضية، 30 ألف طن لمختلف المواد الغذائية الأساسية.
وبلغت مبيعات البرنامج، هذا العام، على مستوى البلاد، 163 ألف طن، وتعتبر الحكومة أن نجاح البرنامج حافز لتدعيمه وعامل أساسي في ضمان الأمن الغذائي بالنسبة للشرائح الفقيرة.
وتوفر دكاكين أمل المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والزيت والقمح والسكر، بأسعار مخفضة ويتراوح التخفيض ما بين 40 و50% عن سعرها الحقيقي، ومكنت هذه الدكاكين من تثبيت أسعار السوق، وحالت دون كثير من المضاربات، ووفرت حاجيات المواطنين من المواد الأساسية، خصوصاً في القرى والأرياف، حيث لا تتوفر دكاكين تجارية.
ويقول المواطن عبدالله ولد المحجوب (من الزبائن المستفيدين من دكاكين أمل): "إن هذه الدكاكين وفرت المواد الأساسية وبأسعار مخفضة في القرى التي كان سكانها يتنقلون لشراء حاجياتهم ويدفعون أضعاف سعرها في النقل".

ويضيف في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن بعض هذه الدكاكين لا يتم إمدادها بالمواد الغذائية الكافية للمواطنين، كما أن تسييرها يشوبه كثيرٌ من المشاكل، حيث لا يحصل المواطنون على حصصهم اليومية بشفافية.
ويطالب الموريتانيون بتحسين سير عمل "دكاكين أمل" وانتظامها ومواصلة دعم "برنامج أمل" الذي أطلقتها السلطات عام 2012 للتخفيف من ظاهرة ارتفاع الأسعار على محدودي الدخل.
وتعاني هذه الدكاكين من ضعف تمويلها بالمواد الغذائية التي تنفد في وقت قياسي، بينما يتهم بعض مسيريها ببيعها للتجار والاستفادة من فارق السعر، وتؤثر الفوضى والارتجالية وعدم المراقبة في عمل هذه الدكاكين، في الوقت الذي تقول وزارة التجارة إنها تتعامل بصرامة مع كل إخلال يطاول تسيير هذه الدكاكين.
كما يعاني العاملون في الدكاكين من تأخر رواتبهم وعملهم في مناطق نائية، ويقول العامل، محمد سعيد ولد زيدون، لـ "العربي الجديد": "إن عدد دكاكين أمل على مستوى العاصمة نواكشوط بلغ 296 دكاناً تؤمن لمحدودي الدخل حصصهم اليومية بكل شفافية، حسب ما توفره الوزارة من مخزون".
ويؤكد أن نشاط هذه الدكاكين انعكس على الواقع المعيشي للسكان الذين أصبح بإمكانهم شراء المواد الغذائية بأسعار في متناول قدرتهم الشرائية.
وعن ملاحظات المواطنين على دكاكين أمل يقول "هناك من يشتكي من شفافية عمل مسيري ومراقبي هذه الدكاكين، وهناك من ينتقد مستوى جودة بعض المواد وكيفية حفظها كالأرز، والغالبية تطالب بزيادة الحصة اليومية وتزويد الدكاكين بالنوعيات الجيدة".
وعن الأسعار في هذه الدكاكين يقول المسير "نبيع الكيلو غرام من الأرز بـ 135 أوقية (الدولار = 327 أوقية) والسكر بـ 180 أوقية وليتر الزيت بـ 300 أوقية، واللبن المجفف بـ 800 أوقية"، ويشير الى أن أهم أهداف هذه الدكاكين، هو توصيل المواد الأساسية الى المواطن، أينما كان وبأسعار مخفضة، إضافة إلى دعم الإنتاج المحلي بالاعتماد على الأرز والقمح المحليين في تموين الدكاكين.
وكانت الحكومة قد أطلقت "برنامج أمل" سنة 2012 لمكافحة الفقر والبطالة، ومساعدة محدودي الدخل الذين يعانون جراء الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية، وساهم البرنامج في خلق فرص عمل لكثير من العاطلين، خصوصاً حملة الشهادات الذين تمنح لهم الأولوية في العمل بتسيير ومراقبة الدكاكين. ويهتم برنامج أمل، أيضاً، باستصلاح الأراضي الزراعية وتقديم القروض للمزارعين، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، خصوصاً مادتي القمح والأرز.

اقرأ أيضا: موريتانيا تتخلى عن خطط مكافحة الفقر

المساهمون