الطيران السوري يرفع أسعار الرحلات الداخلية 25%

الطيران السوري يرفع أسعار الرحلات الداخلية 25%

01 أكتوبر 2014
25 %زيادة في أسعار الرحلات الجوية الداخلية بسورية(فرانس برس)
+ الخط -
استغلت مؤسسة الطيران العربية السورية حالة الحرب الدائرة في سورية وقطع الطرقات البرية إثر الاشتباكات بين الثوار وميليشيات النظام ورفعت أسعار تذاكر السفر على الرحلات الداخلية بنسبة 25% بحجة تراجع سعر صرف الليرة.

وقالت المديرة التجارية في المؤسسة، شفاء النوري، "إنه سيتم رفع أسعار تذاكر السفر الداخلية بنسبة 25%، وهو قرار تم اتخاذه في الاجتماع الأخير لمجلس إدارة المؤسسة ورفع إلى وزارة النقل لتوقيعه".

وأضافت النوري، في تصريحات صحافية، أن أسباب اتخاذ القرار تعود إلى أن هناك توجيهاً من رئاسة مجلس الوزراء بضرورة رفع أسعار التذاكر على الرحلات الداخلية بشكل تدريجي وصولاً إلى تغطية تكاليف التشغيل التي تترتب على المؤسسة، لقاء الخدمات التي تقدمها لزبائنها وليس من أجل تحقيق الربح، ذلك أن عائدات التشغيل لا تتناسب مع تكاليفه، وهو أمر يضع المؤسسة في موضع الخاسر، خصوصاً أن الحظر الغربي على قطاع الطيران لعب الدور الأكبر في هذا المجال.

وأشارت إلى أن هناك نشرة أسعار صرف خاصة بالطيران تصدر عن مصرف سورية المركزي، وبناءً عليها يتم احتساب المعادل لأسعار التذاكر الخارجية التي يتم التعامل بها عالمياً بالدولار.

وكانت مؤسسة الطيران السورية قد أوقفت أخيرا تعاملاتها مع عدد من مكاتب السياحة والسفر، التي ادعت أنها تقوم بأعمال سمسرة واحتيال على المواطنين لتقاضي مبالغ إضافية مقابل حجوزات على متن "السورية".

وتعاني مؤسسة الطيران السورية من نقص شديد في أسطولها، ما دفعها لإدخال الطائرات الصغيرة والقديمة "يوشن" في الخدمة بعد تعميرها نتيجة العقوبات الأوروبية المفروضة على المؤسسة، وقد التفّت المؤسسة على العقوبات الأوروبية لجهة أنظمة الحجز من خلال برنامج آلي بحسب تصريح سابق لمدير العمليات الأرضية في مطار دمشق الدولي زياد زاعور. 

وقال المواطن ياسين جلول: "لماذا رفعت مؤسسة الطيران أسعار التذاكر الآن، وإن كانت الحجة تراجع سعر صرف الليرة فهذا العذر باطل لأن سعر الليرة يتدهور منذ سنتين".

وأضاف جلول من دمشق لـ"العربي الجديد": أعتقد أن القصة لها شقان اثنان، الأول استغلال السوريين المضطرين للسفر جواً بين المحافظات السورية نتيجة عدم سيطرة النظام على شبكات الطرق البرية، وخصوصاً فترة ما قبل العيد التي يزيد خلالها عدد المسافرين، أما الشق الثاني فهو فعل استباقي قبل دخول الشركات الخاصة للعمل في قطاع النقل الجوي.

وتساءل جلول: "هل تستطيع مؤسسة الطيران سد خدمة النقل الجوي الداخلي في سورية كي تزيد أسعار التذاكر، لأن المسافر سيقوم بالحجز قبل شهر ويضطر لدفع رشى وسمسرة للمكاتب التي خصتها المؤسسة بالحجز، بعد ابعاد شركات ومكاتب عن الحجز بتهمة السمسرة؟".

ويقول محمد الحسين من ريف ادلب المحرر: "تستغرق المسافة من إدلب إلى حلب أكثر من 12 ساعة رغم أن المسافة بين المدينتين الواقعتين شمال غرب سورية لا تزيد على 60 كلم، وذلك بسبب التفاف الحافلات وابتعادها عن المناطق التي يسيطر عليها الثوار".


وأضاف الحسين لـ "العربي الجديد": "خدمة النقل الجوي في مناطقنا غائبة، بعد أن سيطر الثوار على المطارات العسكرية التي ربما كانت تقوم بالخدمات المدنية في الظروف الطارئة و يمكن أن تصل لأي دولة أوروبية عبر تركيا قبل أن تصل من إدلب إلى حلب أو دمشق".


وقدّر مركز بحثي مستقل إجمالي الخسائر الاقتصادية التي منيت بها سورية في السنوات الثلاث الأولى من عمر الأزمة بنحو 143.8 مليار دولار، أي ما يعادل بالأسعار الثابتة 276% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي عام 2010.

المساهمون