إقبال على المحلات العربية في بريطانيا

إقبال على المحلات العربية في بريطانيا

21 مارس 2020
مخاوف من تشديد الإجراءات في لندن (Getty)
+ الخط -
الخوف يسيطر على البريطانيين من جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. إقبال غير مسبوق على شراء السلع الاستهلاكية، خاصة المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. طوابير تتشكل منذ الصباح الباكر أمام السوبرماركت. تسابق على تخزين كميات من الأطعمة ومواد التعقيم، قبل نهاية الأسبوع، وتحسباً لأي إجراءات مشددة قد تفرضها السلطات على التنقّل.

أما رفوف المحلات البريطانية، فقد فرغت من الكثير من المواد، خاصة تلك التي تستمر صلاحية استخدامها لفترة طويلة. وأمام هذا التهافت، وندرة توافر عدد كبير من السلع في المتاجر الكبرى، زاد الإقبال بشكل ملحوظ على المحلات والسوبرماركت العربية. 

وفي جولة لـ"العربي الجديد" على عدد من المتاجر العربية، يتبين ارتفاع المبيعات. ويقول نبيل الشعّار، صاحب محل "الشام ماركت"، في منطقة برينتفورد، غربي لندن، إنّ المحل يعجّ بالعرب والأجانب على غير العادة. "مبارح صار حرب عنّا"، يقول الشعّار، بسبب الازدحام والتنافس على شراء السلع. لكنه يلفت إلى تمدد ندرة البضائع إلى محله، خاصة الرز والباستا والطحين والمعلبات.

ويكمل الشعار أنّه يذهب يومياً إلى سوق الخضار لتأمين البضاعة، حيث اختفت بعض الأصناف، مثل البصل والليمون والحامض والزنجبيل. وعن الخبز، يقول إنّه موجود لغاية الآن، أمّا أكياس الحمص والعدس والفاصوليا، فبدأت الكميّات تقل ويبدو أنّها على وشك أن تنفد. وعن رفع أسعار بعض المواد، يقول الشعّار إنّ أسعار الخضار والدجاج واللحوم ارتفعت من مصادر استيرادها.

بدوره، يقول فادي عبد الحميد، وهو صاحب متجر البستان في سوق إنترناشونال ماركت في منطقة هايز في لندن، لـ"العربي الجديد"، إن الضغط هائل، والناس يشترون أضعاف ما يحتاجونه من سلع. والمشكلة أنّ الناس يتناقلون الكثير من الأخبار غير الموثوقة، وفق عبد الحميد، كما أن ما يحدث في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبولندا، يخيف البريطانيين.

ويقول إنّ شراء ورق التواليت مستمرّ بطريقة هستيرية، حتى أن المعامل فشلت في تلبية الطلب. كما أن الأسواق تفتقر لجميع أنواع المعلبات، وبالتحديد البقوليات. وبات التجار يضاعفون أسعارهم، فهناك من وجد فرصة لتحقيق أرباح أكبر واستغلال الناس في هذه الأزمة. سعر الخمسة كيلوغرامات من الطحين مثلاً كان بـ2.99 جنيه إسترليني، أمّا اليوم فسعر الثلاثة كيلوغرامات بخمسة جنيهات.

ويلفت عبد الحميد إلى أنّه يشتري معظم البضاعة من أوروبا وتركيا ومن مصر ولبنان وسورية أحياناً. وبات استيراد البضاعة صعب في الوقت الراهن، بسبب تخزين مواطني دول المنشأ للمنتجات، خوفاً أيضاً من تداعيات كورونا على توافر السلع في بلدانهم.

ويقول: "المشكلة كبيرة جداً ولا نعرف نهايتها. إن أغلقت الحدود فسيعاني الناس، في حال توفّر المخزون، من ارتفاع الأسعار. ومن الممكن أن تحدث أزمة كبيرة على مياه الشرب، لذلك نرى بعض الناس يخزنون المياه المعبّأة". ويضيف: "لا يمكننا إغلاق متجرنا، لانّ الناس تعتمد علينا. لكن إن لم نتمكن من الاستيراد لن نستطيع الاستمرار أكثر من أسبوع تحت ضغط الطلب الهائل".