الحرائق تضع الجزائر على أعتاب أزمة دواجن

الحرائق تضع الجزائر على أعتاب أزمة دواجن

22 اغسطس 2017
مربو الدواجن يمرون بأزمة (Getty)
+ الخط -
تكبد المئات من مربي الدواجن في الجزائر خسائر كبيرة جراء الحرائق التي اجتاحت عشر محافظات شمال البلاد، ما ينذر بأزمة في المعروض تؤثر على الأسعار.
في محافظة "سكيكدة" 400 كم شرق الجزائر، يقف سمير شرفة مربي دواجن كل يوم على الأطلال المتبقية من مستودع تربية الدواجن الذي التهمته النيران في الرابع من شهر أغسطس/آب الجاري.
ويقول سمير شرفة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن المستودع كان فيه أكثر من ثلاثة آلاف دجاجة و1200 صوص صغير، دون احتساب الماكينات وآلات التهوية التي التهمتها الحرائق في غضون نحو نصف ساعة.

ويشتكي نفس المتحدث من تأخر لجنة التحقيق التي أرسلتها وزارة الداخلية الجزائرية لجرد الخسائر في القدوم إليه، لافتاً إلى أن اللجنة لم تأت بعد مرور قرابة ثلاثة أسابيع.
وقال: "لا أدري متى سيأتون ومتى يتم التحقيق ومتى يتم تعويضي"، مضيفاً، وقد طغت علامات الحسرة على ملامحه: "السنة الحالية انتهت بالنسبة لي، لا يمكن أن أعود للنشاط قبل 2018".
ولا يبدو حال شرفة أحسن من حال عبد الوهاب عوامري مربي الدواجن بمحافظة بجاية (250 كم شرق العاصمة الجزائرية)، الذي كشف أن الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات في المحافظة، طيلة الأسابيع الأربعة الأخيرة، حولت ثلاث مستودعات لتربية الدواجن والديك الرومي إلى رماد، وفيها أكثر من خمسة آلاف رأس.

وقال عوامري إنه يغطي قرابة 37% من السوق في المحافظة والمحافظات المجاورة، لافتاً إلى أن السوق شهدت أخيراً اختلالاً في التموين، ما أثر على العرض والسعر الذي ارتفع.
وأمام هذه الخسائر، قال مربو الدواجن ممن التقتهم "العربي الجديد" إن أسعار اللحوم البيضاء مرشحة للارتفاع، وقد تتعدى سقف 500 دينار للكيلوغرام الواحد (4.54 دولارات)، وسيمس ارتفاع الأسعار أيضاً بيض الدجاج بسبب مخلفات الحرائق.
وفي محافظة بجاية، ارتفع سعر الدجاج من 270 ديناراً (2.47 دولار) نهاية يوليو/تموز إلى 360 ديناراً (3.72 دولارات) نهاية الأسبوع الماضي، والسعر مرشح للارتفاع في الأيام القادمة، نتيجة عجز المداجن المتبقية من تغطية السوق والطلب المحلي.

وفي السياق، يقول رئيس جمعية مربي الدواجن لمنطقة شرق الجزائر، عبد الغفور نويوة: "الأسعار سترتفع لا محالة في الأيام القليلة المقبلة، فالسوق سجلت عجزاً يفوق 50% في بعض المحافظات، خاصة المتضررة من الحرائق".
ولا يستبعد نويوة، في تصريح لـ "العربي الجديد"، ظهور أزمة لحوم بيضاء قبيل عيد الأضحى جراء توقف العشرات أو المئات من المداجن عن النشاط، لتضاف هذه المداجن إلى أخرى توقفت قبل الحرائق جراء ارتفاع أسعار الأعلاف وضعف هوامش الربح، في وقت معروف فيه أن تربية الدواجن تعد من الأنشطة الأكثر تعرضاً للخسائر بسبب طبيعة الدواجن وعدم احتمالها للحرارة المرتفعة أو البرد الشديد.

وطالب نويوة، وزارة الداخلية والزراعة بالإسراع في تعويض المربين حتى لا تحدث فجوة كبيرة بين العرض والطلب باعتبار أن اللحوم البيضاء تعد مكوناً أساسياً في المائدة الجزائرية التي تطهو جل الأكلات التقليدية باللحوم البيضاء.
وبلغ حجم الأراضي التي تضرّرت من الحرائق قرابة 14310 هكتارات، بعدما سجّلت مصالح الغابات حدوث 1604 حرائق، منها 120 حريقاً بمحافظة بجاية، أتلف نحو 3699 هكتاراً، فيما سُجل نحو 211 حريقاً في تيزي وزو، أتلف قرابة 2087 هكتاراً أغلبها من أشجار الزيتون، بالإضافة إلى تسجيل نحو 148 حريقاً في محافظة الطارف، أتلف نحو ألف هكتار و160 حريقاً بمحافظة سكيكدة أتلف 1100 هكتار.

وتعرف الجزائر، منذ سنوات، عزوف المزارعين عن تأمين محاصيلهم بسبب ضعف التعويضات، حيث تشير إحصائيات لوزارة الزراعة أن ما يقارب 10% من المزارعين البالغ عددهم أكثر من 900 ألف، فقط من يؤمنون نشاطهم عند شركات التأمين الحكومية والخاصة.



دلالات

المساهمون