البنوك الأميركية تواجه محنة قروض النفط الصخري

ربما تكون البنوك الأميركية، التي أقرضت شركات النفط الصخري الصغيرة، محظوظة، إذ حصلت على 15 سنتاً، مقابل كل دولار أقرضته لهذه الشركات، وذلك وفقاً لتقديرات مصرفيين أميركيين.

ويلاحظ أنه، في فورة ثورة النفط الصخري، أنشئت مئات الشركات الصغيرة التي نقبت عن النفط الصخري، وتحول أصحابها إلى أثرياء حينما كان سعر النفط فوق 100 دولار للبرميل. ولكن ما إن أنهارت الأسعار إلى أقل من 40 دولاراً، حتى تحول هؤلاء الأثرياء إلى فقراء تطاردهم محاكم الإفلاس.

وتوسعت البنوك الأميركية في ولاية تكساس في عمليات إقراض الشركات الصغيرة، على أمل أن ثورة النفط الصخري ستستمر، ولكن ما لبثت أن وجدت نفسها في محنة كبرى.

وحسب بيانات مزادات أميركية، نفذت أخيراً بيع موجودات للشركات النفطية التي أفلست، فإن الموجودات التي بيعت لم تحقق سوى مبالغ ضئيلة مقارنة بحجم الديون المترتبة على الشركات المفلسة.

ومن بين الشركات التي أفلست وبيعت موجوداتها أخيراً في مزاد، شركة "دوون" التي تبلغ ديونها 144.2 مليون دولار، وحققت مبيعات موجوداتها بالمزاد 20 مليون دولار. وشركة "أميركان إيغل إنيرجي"، التي أفلست في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وعليها ديون قدرها 215 مليون دولار، وبيعت موجوداتها في مزاد بمبلغ 45 مليون دولار.

كما بيعت موجودات شركة" بي بي زد ريسورسز"، التي أفلست وعليها ديون قدرها 275.2 مليون دولار، في المزاد بحوالى 9 ملايين دولار.

كما أفلست شركة "إندفار إنترناشونال كورب" البالغة ديونها 1.63 مليار دولار، ولم تتمكن مبيعات بعض موجوداتها إلا تحصيل 9.65 ملايين دولار.

وحسب مصادر مصرفية أميركية، فإن حجم الديون التي تحملها الشركات النفطية، التي تواجه أزمة سيولة ولا تستطيع حالياً خدمتها، تقدر بحوالى 325 مليار دولار.

وتشير مصادر أميركية إلى أن مصرف الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) في تكساس اجتمع قبل أسابيع مع البنوك التجارية في الولاية، لمناقشة أزمة ديون شركات النفط الصخري، التي باتت تؤثر على الأعمال التجارية في مدن تكساس.

وأصبحت مدن كاملة في ولاية تكساس مهجورة في الآونة الأخيرة، بسبب توقف عمليات التنقيب والحفر، التي كانت توفر أشغالاً لآلاف العمال في الولاية الأميركية.

اقرأ أيضا: مصاف أميركية يعرض عليها النفط بـ1.5 دولار للبرميل