اليمن: معركة استرداد باب المندب تهدد حركة الملاحة

16 سبتمبر 2015
5.4 % من النفط تمر من باب المندب(أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

قال محللون اقتصاديون يمنيون لـ "العربي الجديد"، إن انطلاق معركة استعادة مضيق باب المندب من الحوثيين، ستؤدي إلى توقف حركة الملاحة في الممر الدولي، والذي يمر من خلاله ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، تمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وأكدت مصادر عسكرية في القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أنه تجري استعدادات لتحرير الساحل اليمني ومنطقة باب المندب من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وشن طيران التحالف العربي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، سلسلة غارات مكثفة على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحوثي وصالح على امتداد الساحل الغربي لليمن من منطقة الخوخة إلى باب المندب.

وقال أستاذ علوم البحار في جامعة الحديدة، عارف الزغير، لـ "العربي الجديد": إن القصف الجوي على مواقع الحوثيين على امتداد الساحل وحدوث معارك في المنطقة اليابسة المحاذية لباب المندب، سيؤدي بالضرورة إلى توقف حركة الملاحة.

وأضاف الزغير، أن جزيرة ميون هي أداة التحكم في حركة الملاحة البحرية، تقع في قلب مضيق باب المندب، وهي لا تزال في يد قوات الحوثيين وصالح وأي قصف جوي على مواقع الحوثيين أو هجوم بحري سيوقف تلقائياً حركة الملاحة".

وأشار الى أن سفن النفط وحركة الملاحة تمر عبر الجانب اليمني من مضيق باب المندب، وأوضح أن أي معارك برية، أيضاً، في منطقة ذباب على اليابسة، ستؤدي الى توقف المضيق.
ويسيطر الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، على قاعدة عسكرية في جزيرة ميون التي تقع بالقرب من مضيق باب المندب، كما تسيطر على اللواء "17 مشاة" الذي يشرف على تأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي.

ويقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن أفريقيا على مقربة من مدينة تعز التي تشهد معارك طاحنة. وسيطرت المقاومة الشعبية على المدينة، فيما يسيطر الحوثيون على المنطقة الساحلية وعلى ميناء المخاء على بعد 80 كيلومترا غرب تعز، وعلى المواقع العسكرية التي تشرف على المضيق.

اقرأ أيضاً: أسطول إيران البحري في باب المندب يهدّد التجارة العالمية

كما يقع مضيق باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن المحررة من الحوثيين، منتصف يوليو/تموز الفائت، وتسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها أي تواجد ملموس للقوات الحكومية، بحسب مراقبين يمنيين.

وكان الناطق باسم الجيش الموالي للحوثيين وصالح، العميد شرف لقمان، هدد بإغلاق مضيق باب المندب، وتحويل ممر الملاحة الدولية للسفن التجارية إلى مضيق هرمز، بسبب ما يسميه الحوثيون الصمت الدولي على ما تتعرض له اليمن من أعمال عسكرية.

وقال لقمان، في تصريحات، نهاية أغسطس/آب الماضي: "إذا لم تسارع الأمم المتحدة إلى رفع الحصار وإيقاف وإدانة التحالف، فإن اليمن سيضطر غير آبه إلى إغلاق مضيق باب المندب".

وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.

وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن القوات البحرية التابعة للتحالف العربي، بدأت بالتقدم أكثر باتجاه باب المندب، مستفيدة من الغطاء الجوي للمقاتلات التي كثفت غاراتها على مواقع الحوثيين.

وأكد المحلل اليمني المتخصص في شؤون البحر الأحمر، عبدالله دوبله، أن الحديث عن استعادة باب المندب هو أمر مهم للتحالف لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين بحسب قرار مجلس الأمن 2216.

وقال دوبله لـ "العربي الجديد": "لا يوجد، الآن، أي قوات نظامية في المنطقة بعد سيطرة الحوثيين على اللواءين 17، 55 الذي ذهب أفراده وقياداته إلى البيوت، الواضح أن مليشيات الحوثي هي من تتواجد هناك".

وأشار الى أن قاعدة معسكر خالد بن الوليد التي يمكن القول، إن ثمة عسكراً يوالون صالح فيها شرق المخاء، لا تبعد عن باب المندب سوى 100 كيلو متر، وإن على التحالف السيطرة على القاعدة العسكرية لبسط سيطرته على باب المندب.


اقرأ أيضاً: حرب اليمن تخنق ممرات استراتيجية للتجارة العالمية

المساهمون