خلاف بين مصر وشركة إماراتيّة يهدّد "صفقة" المليون شقة

خلاف بين مصر وشركة إماراتيّة يهدّد "صفقة" المليون شقة

05 مارس 2015
خلاف حول حصة مصر في المشروع (أرشيف/getty))
+ الخط -
لم يمض وقت طويل على التسريبات التي أذاعتها فضائية "مكملين" لمدير مكتب السيسي، الجنرال عباس كامل، والذي تناول مشروع المليون شقة في مصر، حتى طفح على سطح المشهد خلافٌ بين شركة أرابتيك الإماراتية، التي تعاقدت معها مصر لتنفيذ المشروع الضخم، وبين وزارة الإسكان المصرية.

وكشف التسريب الصوتي، الذي أُذيع مساء الاثنين الماضي، أن الاتفاق الذي وقعته أرابتيك الإماراتية، التي تمتلك شركة آبار المملوكة لإمارة أبوظبي حصة 35% فيها، مع القوات المسلحة المصرية في مارس/ آذار 2014، كان الغرض الرئيسي منه الترويج للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيراً للدفاع وقتها، وكان بصدد الترشح للانتخابات الرئاسية.

وقالت مصادر مطلعة بالشركة، في تصريحات صحافية، إن رئيس مجلس إدارة أرابتيك بحث مع مسؤولين مصريين، أمس الأربعاء، استئناف المفاوضات بشأن مشروع المليون وحدة سكنية، مشيرين إلى أن المشروع لم يتم إلغاؤه كما أثير أخيراً وإنما توقف مؤقتاً بسبب عدم التوافق بين شروط الشركة والحكومة المصرية.

لكن فضائية "العربية"، نقلت، أمس، عن مصادر في وزارة الإسكان المصرية، أنه ليس هناك أي خطط لانعقاد اجتماع بين إدارة شركة أرابتيك ومسؤولين في وزارة الإسكان هذا الأسبوع.

وأضافت المصادر أن "أرابتيك" لم ترد حتى الآن على الشروط والمعايير التي وضعتها هيئة المجتمعات العمرانية لتنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية، والذي من المقرر أن يتكلف نحو 40 مليار دولار.

ونقلت وكالة "رويترز"، أن الجانبين اتفقا على الشروط في أواخر الشهر الماضي، لكن العقد الذي تلقته "أرابتيك" بعد ذلك تضمن شروطاً أقل جاذبية للشركة ممّا وافقت عليه.

واتفقت الوزارة على أنها ستقدم لـ"أرابتيك" الأراضي التي ستبني عليها المشروع، وفي المقابل ستعطي الشركة للوزارة نسبة معينة من الوحدات السكنية بعد استكمالها بدلاً من الدفع.

وتقول مصادر إن الوزارة تطلب الآن إعطاءها نسبة من الوحدات السكنية أعلى كثيراً ممّا اتفق عليه الجانبان في بادئ الأمر.

وكشف التسريب الصوتي للرئيس المصري مع مدير مكتبه اللواء عباس كامل، أن المشروع جاء بشكل عشوائي وغير مدروس، إذ تم الإعلان عنه قبل أن يتحدد موقعه الجغرافي أو حتى صيغة محددة للحصص والتمويل وغير ذلك.

وواجه مشروع "أرابتيك"، التي كان يرأس مجلس إدارتها حسن إسميك، عثرات منذ الإعلان عنه في شهر مارس/ آذار 2014، حيث تم تأجيل موعد تنفيذه عدة مرات؛ وهو ما دفع المصريين إلى التشكيك في جديته، بل والتندّر عليه وربطه بلفظ "الفنكوش".

وتأثرت أسهم الشركة إلى حد بعيد منذ إذاعة التسريبات، وهبطت قيمتها خلال تداولات أمس، الأربعاء، نحو أدنى مستوياتها في 5 أسابيع، بعد أنباء عن توقف مشروعها العقاري في مصر.
 
وهبط السهم بنهاية التعاملات بنحو 0.68% بعدما هبط بأكثر من 1.36% في بداية التعاملات، مسجلاً هبوطه للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى 2.91 درهم، وهو أدنى سعر للسهم منذ أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.

وكانت تقارير صحافية ذكرت، مطلع الأسبوع الجاري، أن مشروع المليون وحدة سكنية بمصر الذي تتولى تنفيذه شركة "أرابتيك"، متوقف حالياً.

وقبل يومين، قال وزير الإسكان المصري، مصطفى المدبولي، في تصريحات تلفزيونية، إن مشروع "أرابتيك" مستمر، حيث تتواصل المفاوضات بين هيئة المجتمعات العمرانية والشركة حول المشروع.

وأوضح الوزير أن سبب تأخر التوقيع، هو تغيّر طبيعة المشروع من إسكان اجتماعي إلى إسكان متوسط، كما تغيّر الشريك، حيث خرجت الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة من المشروع، ليصبح مشروعاً خاصاً مع هيئة المجتمعات العمرانية.


اقرأ أيضاً: مصر: هل يتحول بناء أرابتك مليون شقة لمشروع "كفتة"؟

المساهمون