نهاية عصر الطماطم

07 نوفمبر 2015
مزارعون إسبان يحتجون ضد الطماطم المغربية (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

عرف المغرب هذا الأسبوع حدثاً اقتصادياً على قدر كبير من الأهمية، يتمثل في حدوث تحول غير مسبوق في سلة صادرات البلاد. للمرة الأولى في تاريخ المغرب، وتاريخ العرب بشكل عام، تتصدر السيارات وقطع غيارها صادرات بلد في المنطقة.

ظل الفوسفات طيلة نحو قرن من الزمن سيد الصادرات المغربية بدون منازع. غير أنه خسر الشهر الماضي هذه الريادة لصالح قطاع السيارات الوافد الجديد على سلة الصادرات المغربية.

بالأرقام، تصدرت صادرات السيارات وقطع غيارها صادرات المغرب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بقيمة إجمالية وصلت على 3.35 مليارات دولار.

ورغم أن صادرات الفوسفات سجلت قفزة كبيرة بنسبة 19% قياساً بالفترة نفسها من السنة الماضية، فإنها تراجعت إلى المركز الثاني بإيرادات وصلت إلى 3.48 مليارات دولار.

حتى وقت قريب، كان المغاربة يضعون أيديهم على قلوبهم كلما دفع الغضب المزارعين الإسبان إلى اعتراض طريق الطماطم المغربية لمنعها من الوصول للأسواق الأوروبية. وفي حالات كثيرة، كاد الأمر أن يتحول إلى أزمة سياسية بين المغرب إسبانيا قبل أن يجد الأوروبيون حلاً في تقييد وارداتهم من الطماطم المغربية، وهو ما قبل به المغرب بموجب اتفاقية التبادل الحر للمنتجات الزراعية الموقعة بين بروكسل والرباط.

صعود نجم قطاع السيارات وتعافي سوق الفوسفات سيحرر المغاربة نسبياً من المخاوف التي كان تستبد بهم كلما واجهت منتجاتهم الزراعية صعوبات في الوصول إلى أسواق أوروبا.

المثير أيضاً أن إجمالي صادرات الزراعة والصناعات الغذائية كانت أقل من السيارات حتى سبتمبر/أيلول الماضي، حيث ناهزت 3.17 مليارات دولار.

لقد انعكس هذا التحول الكبير في سلة الصادرات إيجاباً على الميزان التجاري المغربي الذي بدأ يتعافى بعد أن أدخله ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في الأسواق العالمية خلال السنوات الأخيرة في دوامة تراجع مخيفة.

هناك أيضاً نجم صاعد آخر في صادرات المغرب يؤكد نجاعة وفعالية الرهان على الصناعات. يتعلق الأمر بصناعة الطيران التي بلغت صادراتها 596 مليون دولار.

المطلوب الآن تثمين هذه التطورات الإيجابية، واستغلالها لتحقيق إقلاع مماثل في قطاعات أخرى. والحذر كل الحذر من الوقوع مجددا في فخ الاعتماد على قطاع واعد لحمل ثقل موازنة الميزان التجاري. كما أن هذه المستجدات لا تعني أي تراجع في أهمية القطاع الفلاحي، الذي يراهن عليه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وأعظمْ به رهاناً.

اقرأ أيضا: التضحية بالمصارف

دلالات
المساهمون