حسن مالك.. اقتصادي مصري يواجه قمع العسكر

حسن مالك.. اقتصادي مصري يواجه قمع العسكر

23 أكتوبر 2015
حسن مالك (من الصفحة الرسمية لحسن مالك على "فيسبوك")
+ الخط -
يعد اعتقال رجل الأعمال المصري، حسن مالك، مساء أمس الخميس، رسالة شديدة اللهجة إلى رجال الأعمال، ومن يرغب في ممارسة نشاطه الاقتصادي في عهد الانقلاب العسكري.

توقيت اعتقال مالك، يحمل كثيراً من الدلالات التي تصبّ في خانة العجز بعد الضربات المتلاحقة التي يتلقاها الاقتصاد المصري، عقب انتخابات البرلمان، وتدنّي نسبة المشاركة، خاصة في ضوء ما تردد عن عرض النظام على حسن مالك تشكيل حزب سياسي يخوض انتخابات البرلمان وضمان حصوله على نحو 30 مقعدا، في وقت سابق، فيما عُرض عليه قبيل الانتخابات أن يخوض غمار المنافسة وضمان فوزه بمقعد فردي، كي يبدو النظام ديمقراطيا يسمح بمشاركة حتى أعدائه من الإخوان، إلا أن مالك رفض العرض مجددا حتى لا يبدو وكأن جماعة الإخوان تعاني انشقاقا.

كذلك يمكن قراءة الاعتقال على أنه محاولة لتعليق فشل النظام الاقتصادي في ضبط سوق الدولار، بعد تخفيضه لمرتين في أسبوع واحد، واستقالة محافظ البنك المركزي، وسط إشكالات اقتصادية غير مسبوقة تهدد المصانع بالتوقف وغياب سلع أساسية من السوق لاختفاء الدولار، فأراد النظام أن يحمّل الإخوان سبب أزمة الدولار، حيث تصدّرت الروايات الأمنية صحف القاهرة، بأن سبب اعتقال مالك وبعض أصحاب شركات الصرافة هو تهريبهم للعملات الأجنبية وتلقيهم تعليمات إخوانية بتخريب الاقتصاد المصري.

من هو؟

حسن عز الدين يوسف مالك، أحد أبرز رجال الأعمال المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ولد في 8 أغسطس/ آب 1958 في القاهرة، تخرج من كلية التجارة جامعة الإسكندرية، متزوج من جيهان عليوة، خريجة كلية تجارة، ولديهما 7 أبناء هم: معاذ وخديجة وعمر وحمزة وأحمد وأنس وعائشة.

بين السياسة والاقتصاد

انخرط مالك في العمل والسياسة مبكرًا منذ أن كان طالبًا، حيث كان ينتمي لعائلة تجارية، فوالده عز الدين مالك كان يمتلك العديد من محلات القماش بالأزهر.

كان لعمله في التجارة منذ الصغر دور كبير في توسيع أعماله التجارية، حيث كان أول من افتتح معارض للسلع المعمّرة، وحصل على توكيلات لمحلات عباءات، كان يمتلك شركة سلسبيل، أولى الشركات المتخصصة في البرمجيات والكمبيوتر، وكان شريكًا في محلات "الفريدة"، ثم محلات "بيت العباية الشرقية"، فضلاً عن محلات "سرار" للملابس الرجالية، ومحلات استقبال للأثاث الحديث، وكان يمتلك شركة "رواج" التي تم إغلاقها وتشميعها.

وانتخب رئيسًا لجمعية رجال الأعمال الأتراك بمصر باعتباره رجلاً يسهم في التنمية التجارية التركية.

برز اسم مالك خلال العشرين عاما الماضية كرجل أعمال كبير يملك عددا من المصانع والشركات، وورث عن والده مصنعا للغزل والنسيج، ثم ما لبث المصنع أن تحول إلى مجموعة كبيرة من المصانع، والشركات كان يشرف على إدارتها.

وترأس جمعية تنمية الأعمال "ابدأ"، وكان رئيس لجنة "تواصل" المنوط بها تحقيق الاتصال بين رجال الأعمال ومؤسسة الرئاسة في عهد الرئيس محمد مرسي.

اعتقل حسن مالك عدة مرات بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.

ففي عام 1992، اعتقل مالك سنة كاملة في القضية المشهورة بسلسبيل، وهي نسبة إلى شركة سلسبيل المتخصصة في البرمجيات والكمبيوتر.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2006، أحال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، خيرت الشاطر وحسن مالك، ضمن 40 من قيادة من جماعة الإخوان المسلمين ورجال أعمال إلى المحاكمة العسكرية الاستثنائية لاتهامهم بقيادة جماعة محظورة تعمل على قلب نظام الحكم، وتعطيل العمل بالدستور وغسيل الأموال، رغم حصول الإخوان على 3 أحكام بالبراءة من المحاكم المدنية.

اقرأ أيضا: الخلافات مع الحكومة ورجال الأعمال تطيح بمحافظ المركزي المصري

وفي أبريل/ نيسان 2008، حُكم على مالك بالسجن 7 سنوات بعد تحويله للمحاكم العسكرية الاستثنائية لمعاقبته سياسيّا، وتمت مصادرة أمواله هو وأسرته.

لم يعتقل مالك بعيد الانقلاب، ويرجع مراقبون بقاءه حرا، إلى أنه يمثل الكثير من رجال الأعمال الأتراك، الذين تخشى الحكومة المصرية أن يسحبوا استثماراتهم من البلاد، إلى جانب حاجة النظام إلى مفتاح للتواصل مع الإخوان، في حال تطورت الأوضاع السياسية بشكل يستلزم التواصل معهم، أو أراد النظام توصيل رسالة إليهم.

وقررت محكمة جنايات القاهرة إحالة أوراق نجله عمر إلى المفتي في قضية "غرفة عمليات رابعة". وقضت محكمة جنايات القاهرة، سابقا بإخلاء سبيل معاذ مالك، نجل حسن مالك، بعد أيام قليلة من إحالة ابنه "عمر" لمفتي الجمهورية، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"غرفة عمليات رابعة".

وعقب هذا الحكم، وجّه حسن مالك رسالة إلى نجله جاء فيها: "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به.. ربح البيع يا عمر".

وكتب مالك رسالة أشبه بالقصيدة يهجو فيها القاضي، الذي أصدر الحكم بإعدام نجله عمر، ومما جاء فيها: "في مصر قد نطق الغجر.. هيا لتُعدم يا عمر.. أنت ابن مالك يا فتى.. وبدربه تقفو الأثر.. وكفى بدينك تهمة.. يقضي بها قاضٍ فَجَرْ.. قاضٍ له شرف البغيِّ.. وأثبتوا ذا بالصور.. فاشٍ ويكره نفسه.. متخلّفٍ قاسٍ قذر.. لم يستحِ من ربه.. وغدًا بظلم يفتخر.. شلّت يداك وقد عميت.. عن العدالة يا بقر".

واستكمل: "عَمِيَ الفؤاد عن الهُدى.. والحق يتبعه البصر.. شاهت وجوه الظالمين.. وقُبِّحت هذي الصور.. يا رب طهّر مصرنا.. جنّبها يا رب الضرر.. واشفِ القلوب مع الصدور.. إلهنا يا مقتدر.. واحفظ بحولك ابننا.. وحبيبنا ذاك العمر".

مصادرة أمواله

تمت مصادرة ممتلكاته وممتلكات أسرته عدة مرات في أعوام 1992، و2006، و2014.

وكانت لجنة حصر أموال الإخوان قد صادرت أموال مالك وتحفظت على العديد من الشركات المملوكة له.

وبلغ عدد الممتلكات المصادرة 28 محلًا، من بينها 9 فروع لشركة استقبال للأثاث، و6 فروع لشركة سرار للبدل الجاهزة، و15 فرعًا موزعة على شركات صالون للأثاث، والفريدة للملابس الجاهزة، والعز للتجارة ومالك للتجارة والملابس.

كما تحفظت اللجنة نفسها، المُشكّلة من قبل وزير العدل المصري، على أموال وشركات قيادات الجماعة البالغ عددها 66 شركة بفروعها.

اقرأ أيضا: مصر: رجال اﻷعمال ينتصرون في معركة الدوﻻر

المساهمون