الأزمة تجبر السودانيين على شراء "أضاحي العيد" بالتقسيط

الأزمة تجبر السودانيين على شراء "أضاحي العيد" بالتقسيط

21 سبتمبر 2014
أسعار الأضاحي تحرق جيوب السودانيين (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تتخوف الأسر السودانية مع اقتراب عيد الأضحى من تصاعد أسعار الأضاحي، في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعيشها السودان ارتفعت على إثرها أسعار جميع السلع الاستهلاكية وفي مقدمتها اللحوم. 
ويمتلك السودان أكبر ثروة حيوانية على امتداد الوطن العربي، تقدر بأكثر من 100 مليون رأس من الماشية.
ويحاول عدد من الجهات الحكومية في إيجاد معالجات لحالة ارتفاع أسعار الأضاحي، عبر بيعها بالتقسيط لتمكين أكبر عدد من المواطنين من فرصة ممارسة الطقوس الدينية.
وتوقع عدد من تجار الماشية ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، تزامناً مع ارتفاع أسعار السلع إثر قيام السودان بإجراءات تقشفية في سبتمبر/أيلول الماضي، أبرزها رفع الدعم عن المحروقات وتحريك سعر الصرف.
وقال التاجر، البشرى الأمين، إن الأسعار عادية حتى الآن، لكنه توقع أن ترتفع خلال عيد الأضحى.
وأضاف لـ"العربي الجديد" أن الأسعار تتراوح ما بين 800 و1500 جنيه سوداني، وسط توقعات بارتفاعها مع اقتراب عيد الأضحى إلى 3500 جنيه سوداني بما يعادل 380 دولاراً.
وتوقع التاجر، موسى علي، ارتفاع أسعار الخراف في عيد الأضحى، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن أسعار بعض المنتجات العلفية ارتفعت من ثلاثين إلى سبعين جنيهاً.
وأكد تاجر المواشي، علي أحمد، أن أسباب ارتفاع أسعار الخراف تعود إلى تصدير المواشي إلى الخارج، مما يعمل على تقليل المعروض في السودان، وأشار إلى معاناة التجار الكبيرة من ارتفاع الأسعار؛ لأنها تساهم في انخفاض القوى الشرائية.
وفي ظل هذا الواقع، يترقب المواطنون ارتفاع أسعار الأضاحي تزامنا مع ارتفاع جميع السلع الاستهلاكية، وعدم استقرارها في سعر موحد. وتقول المواطنة، إحسان علي، إنه في كل عام تشهد الأسواق ارتفاعاً في أسعار الخراف، خاصة في السنوات الأخيرة وعند حلول عيد الأضحى.
وتخوفت في حديثها مع "العربي الجديد" أن يشهد هذا العام ارتفاعا كبيراً في الأسعار، ما سيثير ضجة لدى المواطنين مع عدم قدرة عدد كبير من أصحاب الدخل المحدود القيام بطقوس التضحية هذا العام. وقال المواطن علي أحمد إن الأجور الحالية للمواطنين السودانيين محدودة، والأسعار مرتفعة حالياً وإذا ارتفعت أكثر من ذلك لن يستطيع معظم المواطنين شراء الأضاحي.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي طرحت فيه "محفظة قوت العاملين" التابعة لاتحاد نقابات عمال السودان 24 ألف أضحية للعاملين بالدولة عبر التقسيط، غير أن ثمة تحذيرات أطلقها خبراء اقتصاديون بعدم شراء المواطنين عن طريق التقسيط؛ لمخالفتها العادات الدينية في أن الأضحية لمن استطاع إليها سبيلا.
وقال الخبير الاقتصادي، ياسين حسن بشير، إن بيع خراف الأضاحي عن طريق التقسيط (بالفائدة) ممارسة خاطئة وعبء مالي سيؤثر على القوى الشرائية، ودعا الحكومة السودانية إلى محاربة هذه الظاهرة، كونها تجارة لا تهدف سوى الربح الفاحش.

المساهمون