- تسعى تركيا لتنويع مصادر الغاز الطبيعي بالتفاوض على صفقة مع "إكسون موبيل" لاستيراد 2.5 مليون طن سنويًا لمدة تصل إلى 10 سنوات، في محاولة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي وتأمين محفظة إمدادات جديدة.
- على الرغم من الصفقة مع "إكسون موبيل"، لا يُتوقع أن تؤثر بشكل كبير على حصة الغاز الروسي في السوق التركية أو على خطط روسيا لمركز الغاز في تركيا، حيث تظل روسيا المورد الرئيسي للغاز إلى تركيا.
هل يمكن لصفقة الغاز التركية مع "إكسون موبيل" أن تؤثر في مستقبل خطط أنقرة لبناء مركز لتسويق الغاز الروسي من تركيا؟ وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول 2022 فكرة إنشاء مركز للغاز في تركيا لتصديره إلى أوروبا. ويرى تحليل بنشرة "غلوبال إل أن جي هاب" المتخصصة في تجارة الغاز الطبيعي المسال، أنه لن يكون لصفقة الغاز الطبيعي المسال المحتملة بين تركيا و"إكسون موبيل" لاستيراد 2.5 مليون طن سنوياً أي تأثير على حصة سوق الغاز الروسي في تركيا. كما لن يؤثر ذلك في خطة موسكو الطموحة لبناء مركز للغاز الروسي في تركيا.
ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد استحوذت روسيا في عام 2022 على 39% من واردات تركيا من الغاز الطبيعي، تليها إيران (17%) وأذربيجان (16%) والولايات المتحدة (10%). وبدرجة أقل، تستورد تركيا أيضاً الغاز الطبيعي المسال من الجزائر ونيجيريا وقطر والولايات المتحدة.
وبلغت حصة الغاز الروسي من الواردات التركية 59.14% في العام الماضي 2023. كما أن لدى روسيا تعاوناً واسعاً في الطاقة مع تركيا، إذ تبني حالياً محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء، كما أن روسيا أجّلت استيفاء مستحقاتها على تركيا مقابل الغاز الطبيعي عام 2023، ما ساعد أنقرة في مواجهة المشاكل الاقتصادية.
وأفادت صحيفة Türkiye، نقلاً عن مصدر في وزارة الطاقة التركية، بأن أنقرة ترغب في توريد الغاز الطبيعي إلى دول غربية، بما في ذلك من روسيا، عن طريق تسييله في منشآتها. وفي 2 مايو/أيار الجاري، صوّت البرلمان التركي لصالح مشروع قانون ينظم أسواق الغاز الطبيعي في البلاد. وأشار خبراء إلى أن مشروع القانون يتزامن مع أهداف مشروع مركز الغاز الذي اقترحته روسيا في تركيا.
وتعد روسيا واحدة من أكبر موردي الغاز الطبيعي إلى تركيا. ويبلغ استهلاك تركيا من الغاز الطبيعي ما يقرب من 53.5 مليار متر مكعب سنوياً، في حين أنها تنتج ما يقرب من 380 مليون متر مكعب سنوياً فقط.
ويقول تحليل "غلوبال أل أن جي هاب": سيعمل عقد "إكسون موبيل"، الذي تبلغ مدته 10 سنوات على تقليل كمية الغاز الطبيعي المسال غير المتعاقد عليه في السوق، الذي عادة ما يزيد كلفة الغاز الطبيعي في السوق الفوري. وتعمل تركيا عبر هذا العقد على تفادي التقلبات في أسعار الغاز الطبيعي في السوق الفورية.
وفي كل مرة يجري توقيع عقد طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال، سيكون هناك كمية أقل من الغاز الطبيعي المسال التي تحتاج أنقرة إلى شرائها من السوق الفورية، مما يؤدي إلى انخفاض التقلبات، خاصة أن الغاز الطبيعي يباع بالدولار الذي تعاني أنقرة من شح فيه بالسنوات الأخيرة.
وتجري تركيا محادثات مع شركة إكسون موبيل لتوقيع صفقة جديدة لتوريد الغاز الطبيعي المسال من شأنها أن تسمح لها بتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، حسبما كشف وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، في مقابلة أجريت معه مؤخراً مع صحيفة "فاينانشال تايمز".
وحسب نشرة "غلوبال" تسعى أنقرة إلى الحصول على "محفظة إمدادات جديدة"، ومن شأن الصفقة المحتملة مع شركة الطاقة الأميركية الكبرى أن تؤمن ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً بموجب عقد طويل الأجل، يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 10 سنوات.
ويمكن اعتبار الصفقة، التي لا تزال قيد المناقشة حتى الآن، بمثابة خطوة تركية لتنويع مصادر إمدادات الغاز بعيداً عن روسيا. وتعتقد نشرة "أل أن جي غلوبال"، أن مثل هذا الاتفاق لن يكون له تأثير كبير على دور روسيا الحالي بصفتها أكبر مورد للغاز إلى تركيا. ولا تمثل الكميات التي يمكن تأمينها في صفقة مستقبلية مع "إكسون موبيل" سوى جزء صغير من شحنات الغاز الروسي الحالية إلى تركيا. كما ترى أيضاً أن مصلحة تركيا في الصفقة مرتبطة بعلاقتها الوثيقة مع قطر، وهي شريكة "إكسون موبيل" في مشروع Golden Pass LNG، وهو المشروع الذي ينبغي أن يزود تركيا بالغاز الطبيعي المسال.