ناقلات النفط الروسي لا تخشى قصف الحوثيين

ناقلات النفط الروسي لا تخشى قصف الحوثيين

26 ديسمبر 2023
ناقلات النفط والغاز الروسية في مأمن من قصف الحوثيين (Getty)
+ الخط -

على الرغم من حقيقة أن أكبر الشركات الأوروبية أوقفت عبور النفط عبر البحر الأحمر بسبب تزايد وتيرة هجمات الحوثيين، فإن أكبر ناقلات النفط الروسي تواصل نقل الخام بنشاط على طول هذا الطريق.

وبعد وقت قصير من الهجوم على ناقلة نرويجية في 18 ديسمبر/كانون الأول، عبرت شحنة من النفط الخام الروسي مضيق باب المندب، وتتحرك في الوقت الراهن العديد من هذه الشحنات بنشاط في هذا الاتجاه. وبالإضافة إلى ذلك، يستعد عدد من الناقلات الروسية بالفعل للمرور عبر قناة السويس.

وما زالت ناقلات النفط الروسي تشق طريقها عبر مضيق البحر الأحمر. وعلى الرغم من القصف المتزايد للحوثيين، الذين نفذوا سلسلة من الهجمات على سفن الحاويات والناقلات في البحر الأحمر في شهري نوفمبر وديسمبر، فإن الناقلات الروسية لم تغير خططها للمرور عبر مضيق باب المندب.

وبعد ساعات قليلة من تعرض سفينة "سوان أتلانتيك" لهجوم بطائرة بدون طيار نتيجة هجوم الحوثيين في 18 ديسمبر/كانون الأول، في نفس التوقيت عبرت الناقلة "باترفلاي" المتجهة إلى الهند وعلى متنها نفط "روسنفت" منطقة الخطر، وفقاً لبيانات "كبلر" (شركة لتتبع السفن).

ووفقًا لموقع MarineTraffic، كانت هناك أيضًا الناقلة Fjord Seal، التي كانت تحمل شحنة من غازبروم Neft Urals إلى الصين.

وبسبب الهجمات المتزايدة من قبل الحوثيين، أوقفت أكبر خطوط الحاويات الغربية عبور البضائع عبر قناة السويس. وترتب على ذلك اضطرار الناقلات لاستخدام طريق أطول، يتجاوز قناة السويس عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى ارتفاع التكاليف اللوجستية، وزيادة في أوقات تسليم البضائع بعدة أسابيع.

وفي وقت سابق، أعلنت شركة بريتيش بتروليوم البريطانية تعليق العبور عبر البحر الأحمر في 18 ديسمبر/كانون الأول، وبعد ذلك لم تبق أي ناقلة نفط أوروبية واحدة على الطريق إلى مضيق باب المندب، باستثناء السفن التي تحمل النفط الروسي.

وفي السياق، يقول فاديم ميكيف، صحافي روسي، لـ"العربي الجديد": "هناك العديد من ناقلات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر، وتعتبر هذه المنطقة مكانا استراتيجيا لعبور السفن، وحدوث خلل في هذه المنطقة سيؤثر على العديد من الدول بشكل غير مباشر، أما بشكل مباشر فهناك تأثير واضح على السفن الغربية وخصوصاً التابعة لإسرائيل" .

وأضاف ميكيف: "استطاع الحوثيون السيطرة على العديد من السفن التابعة لإسرائيل، أو حتى الغرب، انتقاماً منهم على ما يفعله الغرب وإسرائيل في غزة في الوقت الحالي، ولكن لم تتعرض سفينة واحدة تابعة لروسيا إلى أي ضرر، بل حتى أي سفن ناقلة للنفط الروسي. وأعتقد أن ذلك يرجع لمعرفة الدول العربية، مثل اليمن، بتضامن روسيا مع الفلسطينيين، ورفضها لما يحدث في غزة الآن".

ووفقاً لصحيفة "كوميرسانت" الروسية، فإن خمس ناقلات نفط روسية عبرت البحر الأحمر، بعد مرورها عبر قناة السويس، وعبرت مضيق باب المندب في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث يتم إرسال هذه الشحنات إلى الهند، وهي أكبر مشتر لشحنات النفط الروسي المنقولة بحراً.

وبعد اندلاع القصف الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وكدليل على التضامن مع المقاومة الفلسطينية، أعلن الحوثيون عزمهم تدمير السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو المتعاونة مع هذا الاحتلال.

وفي نوفمبر من هذا العام، حاول الحوثيون الاستيلاء على ناقلة النفط "زودياك ماريتايم سنترال بارك"، التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، والتي كانت تحمل حمض الفوسفوريك، لكن الجيش الأميركي تمكن من تحرير السفينة. وفي وقت لاحق، وسع الحوثيون هجماتهم على السفن التابعة للاحتلال أو المتجه إلى الأراضي المحتلة.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فقد هاجم الحوثيون بالفعل 10 سفن في البحر الأحمر. وشكلت واشنطن تحالفاً لتعزيز الحماية العسكرية للسفن في المنطقة.

المساهمون