ليبيون يقاطعون الدواجن والبيض لارتفاع أسعارها

ليبيون يقاطعون الدواجن والبيض لارتفاع أسعارها

29 ابريل 2024
الأسواق تشهد موجة غلاء للسلع الأساسية (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نشطاء في ليبيا يطلقون حملات لمقاطعة الدواجن والبيض عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الارتفاع الشديد في الأسعار، مع شعارات تحث على المقاطعة كوسيلة للضغط.
- الحملة توسعت من طرابلس إلى مناطق أخرى بعد القفزة الكبيرة في أسعار البيض من 10.5 دينار إلى 22 دينار، وسط تأكيدات على أن المقاطعة قد تشمل سلعاً أخرى إذا استمرت موجات الغلاء.
- تجاوب بعض التجار مع الحملة بخفض أسعار البيض بنسبة تصل إلى 30%، فيما يرى محللون أن المقاطعة قد تؤدي إلى نتائج عكسية بسبب الضرائب والتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

أطلق عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة الدواجن والبيض في ليبيا الغنية بالنفط بسبب ارتفاع أسعارها. وشملت حملات المقاطعة شعارات "قاطعوا الدجاج والبيض"، و"قاطع مش حتموت"، و"أرجوك لا تشترِ البيض".

وفي هذا السياق، قال المواطن الليبي مسعود شفتر، أحد منظمي حملات المقاطعة لـ"العربي الجديد" إن الحملة بدأت في العاصمة طرابلس وتوسعت إلى مناطق أخرى، وذلك بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار لحوم الدواجن الأكثر استهلاكاً لدى الشعب الليبي، حسب قوله.

وأضاف المواطن الليبي أن أسعار كرتونة البيض كانت لا تتعدى 10.5 دنانير والآن قفزت إلى 22 دينارا، وهي أسعار لا تتناسب مع دخل المواطن. كما أشار المواطن سعيد شلابي (22 عاماً) إلى أن سلاح المقاطعة هو الأخير من أجل وضع حلّ لأسعار البيض ولحم الدواجن.

من جانبه، أكد أحد منظمي الحملات مصعب الكريشكي لـ"العربي الجديد" أن الحملات سوف تقتصر على البيض ولحوم الدواجن، وأنها سوف تشمل سلعا أخرى من أجل انخفاض الأسعار إذا تواصلت موجات الغلاء. وأوضح أنّ الحملة انطلقت في مختلف أنحاء البلاد أول من أمس، مضيفاً أن هناك تجاوبا من بعض التجار الذين خفضوا سعر البيض في المحلات بنسبة وصلت إلى 30%.

وقال المواطن حسين الرحيبي (60 عاماً) إن المقاطعة أسلوب حضاري لرفض الاستغلال، لكنها تحتاج ثقة المواطنين في أنفسهم من أجل دحر استغلال بعض التجار والوسطاء. وأضاف الرحيبي في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ سلاح المقاطعة حقق نجاحات خلال السنوات الماضية في تخفيض أسعار بعض السلع.

ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي محمد عبود إن الغرض من المقاطعة الوصول إلى سعر عادل بخاصة للبيض ولحوم الدواجن التي قفزت أسعارها إلى معدلات قياسية لا تتناسب مع الطبقات الفقيرة والأكثر هشاشة. وأوضح عبود لـ"العربي الجديد" أن الحملة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وخاصة أن الأسعار ارتفعت نتيجة فرض ضريبة على مبيعات النقد الأجنبي بنسبة 27%، مما تسبب في قفزات للأسعار أضرت كثيراً بالمواطن.

وارتفعت أسعار البيض إلى 22 ديناراً (الدولار = 4.85 دنانير) لكرتونة الثلاثين بيضة، ووصل سعر كيلوغرام لحوم الدواجن المحلية إلى 23.5 ديناراً، كما شملت المقاطعة البيض والدواجن المستوردة. ويبلغ استهلاك الفرد من الدواجن 25 كيلوغراماً سنوياً، والإنتاج يصل إلى 230 ألفاً من اللحوم حسب بيانات سنة 2015 لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية.

وأكد تقرير سابق صادر عن مصرف ليبيا المركزي ارتفاع معدل التضخم في الأسعار إلى 2.1% حتى سبتمبر/ أيلول 2023. يرجع هذا الارتفاع إلى التحديات الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها البلاد، وتراجع سعر العملة. وتعتمد ليبيا في إيراداتها المالية على النفط بنسبة تصل إلى 95%. يذكر أن مصرف ليبيا المركزي أكد أن إيرادات البلاد من مبيعات النفط الخام بلغت 99.1 مليار دينار ليبي (20.7 مليار دولار) خلال العام الماضي. ويقل هذا المبلغ عن 105.4 مليارات دينار (22.1 مليار دولار) تم تسجيلها في 2022.

المساهمون