فعلتها ماليزيا... فهل تفعلها دول أخرى؟

فعلتها ماليزيا... فهل تفعلها دول أخرى؟

20 ديسمبر 2023
سفينة شحن في ميناء في ماليزيا (Getty)
+ الخط -

فعلتها ماليزيا فهل تفعلها دول إسلامية أخرى مثل باكستان وبنغلاديش، وهل تنضم للقائمة دول مثل تايوان وكوريا الجنوبية والفيليبين وسنغافورة وسيرلانكا واليابان وغيرها من دول الشرق الأقصى التي لديها علاقات تجارية قوية مع دولة الاحتلال في ظل تدهور الوضع الأمني للشحن في البحر الأحمر؟

اليوم الأربعاء وجهت ماليزيا ضربة قوية لتجارة إسرائيل مع دول آسيا والشرق الأقصى، حيث قررت، منع السفن الإسرائيلية والسفن التي ترفع العلم الإسرائيلي من الرسو في موانئها بأثر فوري. كما فرضت ماليزيا على أي سفينة متجهة إلى إسرائيل منع تحميل البضائع في الموانئ الماليزية. ومنعت أيضاً، شركة الشحن الإسرائيلية من الرسو في أي ميناء ماليزي. 

خطوة ماليزيا تزيد أوجاع الاقتصاد الإسرائيلي المأزوم أصلا، وتخنق صادرات دولة الاحتلال، وتهدد أنشطة التبادل التجاري بين إسرائيل وآسيا والتي تجاوزت 40 مليار دولار في العام الماضي، خاصة وأنه عقب قرار ماليزيا راهن آخرون على انضمام دول آسيوية أخرى للخطوة مع استمرار إسرائيل في حربها الإجرامية ضد أهالي غزة. 

سبق قرار حكومة أنور إبراهيم في كوالالمبور اتساع رقعة مقاطعة شركات الشحن العالمية الكبرى المرور في البحر الأحمر وعبر باب المندب مع تصعيد جماعة الحوثي من هجماتها ضد السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو حتى الأجنبية المتجهة لموانئ إسرائيل، أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها لدى مرورها بمضيق باب المندب، واستهداف تلك السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة.

انعكس تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر على موانئ إسرائيل وعدد السفن المارة بباب المندب والذي فقد 36% من نشاطه، ومن المتوقع أن يفقد البحر والمضيق المزيد بعد أن حولت شركات النقل البحري ما تصل قيمته إلى نحو 35 مليار دولار من شحنات البضائع بعيدًا عن طريق البحر، في ظل تصاعد المخاطر الأمنية، وإبحار مئات من سفن الحاويات لمسافات طويلة حول أفريقيا بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس. 

زاد الوضع تأزما عقب إعلان أكبر شركات الشحن والنقل البحري منع سفنها من عبور البحر الأحمر بسبب التهديدات الأمنية لحركة الملاحة من قبل الحوثي وتصاعد التوترات الجيوسياسية مع تشكيل الولايات المتحدة قوة ملاحية دولية لحماية السفن من هجمات الحوثي.

من بين تلك الشركات ميرسك، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، وشركة شحن الحاويات التايوانية العملاقة "إيفرغرين لاين. Evergreen Line" .

حتى شركات النفط والغاز العالمية الكبرى، ومنها بريتش بتروليوم البريطانية، علقت نقل شحناتها عبر البحر الأحمر، وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط والقلق بشأن سلامة السفن التجارية. 

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد وسعت شركات التأمين في لندن، المناطق التي تصنف على أنها خطرة داخل البحر الأحمر، وارتفعت تكلفة التأمين على السفن التي تعبر هذا الممر البحري. واتسعت معها رقعة المنطقة الواجب دفع "رسوم تغطية حرب" للعبور منها بالنسبة للسفن.

يوما بعد يوم يزيد الخناق على تجارة إسرائيل مع توقعات بزيادة المخاطر في منطقة البحر الأحمر مع بدء الدول التي انضمت إلى القوة البحرية عملياتها ونقل السفن الحربية إلى المنطقة، واحتمال الدخول في مواجهة مع الحوثيين والقوى الداعمة لها.

خطوات دراماتيكية وسريعة من المتوقع أن تشل الحركة داخل موانئ الاحتلال الواقعة على البحر الأحمر ومنها إيلات، وترفع أسعار السلع المستوردة داخل الأسواق الإسرائيلية، وتؤثر سلبا على الصادرات التي تعرضت هي الأخرى لضربة من باب المقاطعة الواسعة لسلع ومنتجات دولة الاحتلال في أسواق العالم.

المساهمون