روسيا تدافع عن موقف السعودية في أوبك+

روسيا تدافع عن موقف السعودية في أوبك+.. وتقليل أميركي من تأثير خفض الإنتاج

09 يونيو 2023
وزير الطاقة السعودية والوفد المرافق في فيينا قبل آخر اجتماع لأوبك+ (فرانس برس)
+ الخط -

دافعت روسيا عن الموقف السعودي في اجتماعات تحالف أوبك+ الأخيرة القاضية بتمديد قرار خفض الإنتاج مع لحظ تخفيضات طوعية إضافية، معتبرة أنّ "أميركا لا يمكنها أن تملي على الرياض سياستها النفطية"، فيما قللت واشنطن من أهمية هذا القرار لعدم انعكاسه على سعر البرميل صعوداً.

ورداً على تقارير عن خلافات بين واشنطن والرياض بعد تعهد المملكة أخيراً بمزيد من خفض الإنتاج، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إنّ السعودية لا تحتاج إلى "محاضرات" من الولايات المتحدة بشأن السياسة النفطية، علماً أنّ السعودية تعهدت، الأحد الفائت، بخفض إنتاجها النفطي مليون برميل يومياً، أو 10%، في يوليو/ تموز، علاوة على تخفيضات الإنتاج الحالية من جانب "أوبك" وحلفائها بمن فيهم روسيا.

وأكد بيسكوف، وفق ما أوردته وكالة رويترز، أنّ السعودية "دولة ذات سيادة يمكنها اتخاذ قراراتها بنفسها ولا تحتاج إلى محاضرات أو مواعظ من الولايات المتحدة بهذا الخصوص".

في سياق متصل، نقلت "رويترز"، اليوم الجمعة، عن عدة مصادر في أوبك+ قولها إنّ السعودية استمرت في تنفيذ خطتها لإجراء تخفيض طوعي كبير في إنتاجها النفطي خلال الاجتماع الأخير انطلاقاً من عنصر المفاجأة، لأنّ بعض الدول الأعضاء علمت بشأن الخفض خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع.

والسعودية هي أكبر منتج في أوبك والعضو الأكثر مرونة في زيادة الإنتاج أو خفضه، ما يمنح المملكة تأثيراً لا مثيل له على سوق النفط، رغم أنّ التأثير على أسعار النفط منذ الإعلان عن خططها كان متواضعاً حتى الآن.

وهذا ما أشار إليه نائب رئيس العمليات الوسطى في شركة "شيفرون" الأميركية كولين بارفيت، لـ"رويترز"، بقوله إنّ القلق حيال الاقتصاد العالمي قلل من رد فعل سوق النفط على تعهد السعودية بخفض الإمدادات كما كبح الأسعار، خلال العام الجاري.

وكانت أسعار خام برنت أقل بقليل من 76 دولاراً للبرميل، أمس الخميس، من دون تغيير يذكر عما كانت عليه قبل أن تعلن السعودية يوم الأحد أنها ستخفض مليون برميل يومياً من الإمدادات في يوليو/ تموز وربما بعد ذلك.

وأضاف بارفيت أنّ "السعودية خفضت مليون برميل يومياً، فتثاءبت السوق. الأمر كله يتعلق بالشعور حيال الاقتصاد الكلي"، مضيفاً أنّ انخفاض الأسعار يخفي حقيقة أنّ سوق النفط لم تتغير كثيراً عن العام الماضي ولا تزال تشهد شحاً، مع طاقة إنتاج فائضة محدودة للتعامل مع زيادة الطلب في المستقبل. وأردف أنّ انتعاش النشاط الاقتصادي في الصين ومعه زيادة الطلب يمكن أن يغير المعنويات في السوق بسرعة.

وسبق أن استخدم وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قوة المفاجأة في إدارة أسواق النفط، حيث تعرضت الأسعار لضغوط بسبب مخاوف من ضعف الاقتصاد العالمي وتأثيره على الطلب. وقبل أيام من اجتماع أوبك+، قال إنه سيُلحق المزيد من الألم بالبائعين على المكشوف، أي أولئك الذين يراهنون على أنّ أسعار النفط ستنخفض، وطلب منهم الحذر.

ونقلت "رويترز" عن 4 مصادر من أوبك+، كانوا من بين وفود بلدانهم المشاركة في محادثات فيينا، قولهم إنهم سمعوا تفاصيل الخفض السعودي في المؤتمر الصحافي مساء، وأنّ فكرة الخفض لم تُطرح خلال عطلة نهاية الأسبوع من المناقشات بشأن صفقة أوسع للحد من العرض حتى عام 2024. وذكر أحد المصادر أنه "لم يجر الإفصاح عن أي معلومات عن الخفض الإضافي قبل المؤتمر الصحافي، فقد كان قرار الخفض مفاجئاً مرة أخرى".

وتضخ أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء بقيادة روسيا، نحو 40% من الخام العالمي. وإضافة إلى الخفض السعودي، خفضت أوبك+ هدف الإنتاج الجماعي لعام 2024 ومددت الدول التسع المشاركة التخفيضات الطوعية لشهر إبريل/ نيسان حتى نهاية عام 2024.

وأمّنت الإمارات حصة إنتاج أعلى كانت تسعى إليها منذ مدة طويلة، وهي القضية التي سببت توتراً بين المجموعة وأبوظبي التي كانت تزيد طاقتها الإنتاجية.

وفي الأيام التي سبقت اجتماع فيينا، قال مصدران آخران من أوبك+، لـ"رويترز"، إنّ هناك فكرة لمزيد من التخفيضات من جانب دول أوبك+ رغم أنّ هذا لم يمض قدماً في المناقشات المتقدمة في فيينا. وقالت مصادر أُخرى إنّ السعودية أدركت أنه سيكون من الصعب تأمين تخفيضات من دول أخرى مثل الإمارات وروسيا اللتين كانتا بحسب مصادر، في الأيام التي سبقت الاجتماع، مترددة في خفض الإنتاج أكثر.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون