جبل من الديون ينتظر المقترضين الأوروبيين: تعثر وتراجع الإنفاق

جبل من الديون ينتظر المقترضين الأوروبيين: تعثر وتراجع الإنفاق

29 اغسطس 2023
أسعار الفائدة تؤجج الأزمات (Getty)
+ الخط -

قد تكون أسعار الفائدة بلغت ذروتها في أوروبا، ولكن بالنسبة للمستهلكين والشركات والحكومات التي اقترضت تريليونات اليوروهات خلال عصر تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية، لا يزال هناك الكثير من الألم في انتظارها، بحسب تقرير نشرته "بلومبيرغ" اليوم الثلاثاء.

وحتى نهاية هذا العقد، سيواجه المقترضون في جميع أنحاء القارة سداد جبل من الديون التي تم بيعها عندما كانت تكاليف التمويل أقل عدة مرات.

ورغم أن هذا التعديل مؤلم في العديد من الأماكن، بما في ذلك الولايات المتحدة، فإنه يمثل صدمة خاصة في أوروبا، حيث ظلت أسعار الفائدة أقل من الصفر لمدة ثماني سنوات. وأرجأ العديد من المقترضين إعادة التمويل على أمل أن تنخفض أسعار الفائدة مرة أخرى. ولكن مع أداء الاقتصادات بشكل أفضل من المتوقع فإن هذا يبدو غير مرجح على نحو متزايد.

ويتوقع المستثمرون أن السنوات القادمة ستتميز بالتخلف عن السداد وخفض الإنفاق حيث يذهب جزء أكبر من دخل الشركات والأسر والدولة إلى تمويل الديون.

من بين المؤشرات الصارخة للتغير الكبير الذي يقترب هو الفجوة بين ما تدفعه الحكومات والشركات على مستوى العالم حاليا من فوائد والمبلغ الذي كانت ستدفعه إذا أعادت تمويله بمستويات اليوم. وباستثناء الأشهر القليلة التي تلت الأزمة المالية العالمية، كان المقياس دائما تحت الصفر. وهو الآن يحوم حول مستوى قياسي بلغ 1.5 نقطة مئوية.

بالنسبة للشركات، التي اقترض الكثير منها بكثافة خلال الوباء، يبدأ جدار إعادة التمويل الكبير في عام 2025 ويصل إلى ذروته في عام 2026. ولدى الشركات ذات العائد المرتفع في أوروبا أكثر من 430 مليار دولار من الديون المستحقة في النصف الثاني من العقد، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

قالت دانييل بولي مديرة المحفظة في شركة أوكتري كابيتال مانجمنت: "خلال سنوات المال السهل، لم يكن هناك قدر كبير من الاهتمام لما قد تبدو عليه بيئة أسعار الفائدة المرتفعة. ما زلنا نرى ضغوطًا قادمة بالنسبة لبعض المقترضين، خاصة أولئك الذين لديهم هياكل رأسمالية أكثر عدوانية".

من المؤكد أنه من غير المتوقع أن يقترب معدل التخلف عن السداد بين الشركات الأكثر خطورة من معدل 13.4% الذي شهدناه خلال الأزمة المالية العالمية.

وتتوقع وكالة موديز لخدمات المستثمرين أن يتجاوز معدل التخلف عن السداد العالمي للشركات المصنفة عالية المخاطر المتوسط ​​التاريخي بحلول نهاية هذا العام، قبل أن يصل إلى ذروته عند 4.7% في مارس/آذار 2024. وبالنسبة لأوروبا، من المتوقع أن يصل إلى ذروته عند 3.8% في منتصف العام المقبل. 

بالنسبة لمعظم الشركات، من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض الإنفاق الرأسمالي، الأمر الذي سيؤثر بدوره على النمو الاقتصادي. 

ويقدر باحثو بنك إنكلترا أن الشركات ذات الاستدانة العالية تمثل نحو 60% من ديون الشركات في المملكة المتحدة، ولكن 5% فقط من النقد. وهذا يعني أن هذه الشركات من المرجح أن تقلل الاستثمار أو الوظائف من أجل البقاء.

المساهمون