- الحلويات المستثناة تعتبر جزءًا من التراث الثقافي والغذائي لتونس، وتأتي هذه الخطوة للحفاظ على هذه الصناعات ودعمها في مواجهة التضخم والغلاء.
- الخبير المالي مراد الحطاب يرى أن القرار يساهم في دعم الحرف الصغرى ويعكس جهود الحكومة في التحكم بتوزيع المواد الأساسية ودعم القطاعات المتأثرة بالتضخم، مما يلمح إلى إمكانية تطوير منظومة الضرائب لتشمل قطاعات أخرى.
تراجعت سلطات تونس عن تطبيق ضريبة الدعم على الحلويات الشعبية بعد 11 عاماً من اعتماد إتاوة على دعم هذه المنتجات بمقتضى قانون المالية لعام 2013. ونشرت الجريدة الرسمية الصادرة يوم الثلاثاء، قراراً من وزارة المالية يستثني تطبيق الضريبة على المحال التي تتولى بصفة حصرية صنع الحلويات التقليدية، من بينها المقروض وقرن الغزال والزلابيا والمخارق، إلى جانب 6 أصناف أخرى على غرار الغُريبة واليويو والفطاير.
وقال القرار إن "الحلويات التقليدية تستثنى من تطبيق إتاوة الدعم، المحدثة بمقتضى المادة 63 من القانون عدد 27 لسنة 2012". ومنذ دخول قانون المالية لعام 2013، حيّز النفاذ تطبّق سلطات تونس ضريبة دعم لفائدة الصندوق العام للتعويض تطبق على الملاهي والملاهي الليلية غير التابعة لمؤسسة سياحية والمطاعم المصنفة والمقاهي من الصنف الثاني والصنف الثالث وقاعات الشاي ومحال صنع المرطبات بنسبة 1% من رقم المعاملات.
وهذا العام أقرت وزارة المالية الترفيع في ضريبة الدعم إلى 5% بالنسبة إلى الملاهي والنوادي الليلية غير التابعة لمؤسسة سياحية والكاباريات ومحال صنع المرطبات، كما أقرت استثناء المحال التي تتولى بصفة حصرية صنع بعض الحلويات الشعبية من تطبيق الإتاوة. وتصنّف الحلويات التي جرى استثناؤها من ضريبية الدعم من بين الحلويات الأكثر شعبية في البلاد والأقل كلفة، نظرا لاعتمادها على المواد الأولية المشمولة بالدعم الحكومي على غرار الدقيق والسكر والزيت النباتي.
الحلويات الشعبية... اختصاصات حصرية لبعض المحافظات
كذلك تشكل هذه الحلويات الشعبية اختصاصات حصرية لبعض محافظات البلاد على غرار المقروض القيرواني في الوسط الغربي لتونس، والمخارق والزلابية الباجية في شمال غربي تونس، وأيضاً قرن الغزال الذي تختص به محافظة تطاوين بجنوب تونس. وخلال السنوات الأخيرة طاول الغلاء الحلويات الشعبية التي تأثرت بموجات التضخم والزيادة الضريبية على الدعم. وعانت تونس معدل تضخم مرتفعاً خلال العامين الماضيين تجاوز الـ10% سنة 2023.
من جانبه، قال الخبير المالي مراد الحطاب إن قرار وزارة المالية باستثناء الحلويات الشعبية من إتاوة الدعم يأتي في إطار تخفيف العبء الضريبي عن بعض الحرف الصغرى التي تخضع لقاعدة النظام التقديري على الدخل.
وأكد الحطاب في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هذه الحرف عانت صعوبات على مستوى التزويد بالمواد الأساسية وهي قطاعات ذات تشغيلية عالية، معتبراً أن تخفيف العبء الضريبي عن الأنشطة التي تستفيد من المواد المدعمة يساعد على التحكم في مسالك التوزيع، ولا سيما فيما يتعلّق بمادتي السكر والدقيق. ورجّح الحطاب أن تتبنى السلطة مستقبلا خطة كاملة لتطوير منظومة الضرائب التي تشمل العديد من المهن والحرف في قطاع الخدمات.
وهذا العام خصصت الحكومة نحو 0.82 مليار لدعم سلة المواد الأساسية التي تتضمن الحبوب والزيت النباتي والحليب والعجين الغذائي والكسكسي والسكر والورق المدرسي. وتدعم تونس حزمة من المواد تتصدرها المحروقات بقيمة تزيد عن 8 مليارات دينار (نحو 2.5 مليار دولار) من إجمالي مبلغ دعم يقارب 11.3 مليار دينار، يغطي إلى جانب المحروقات سلة المواد الأساسية والنقل.
وسيوجه الصندوق 2.4 مليار دينار للحبوب وزهاء 524 مليون دينار للحليب و380 مليون دينار للزيت النباتي و190 مليون دينار للعجين الغذائي والكسكسي و41 مليون دينار و10 ملايين دينار لمادة السكر.