تركيا تتطلع لتجاوز حجم التجارة مع أميركا 100 مليار دولار

تركيا تتطلع لتجاوز حجم التجارة مع أميركا 100 مليار دولار

03 ابريل 2024
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) مع نظيره بلينكن في واشنطن (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تركيا والولايات المتحدة تعملان على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة، الطاقة، المناخ، والإنتاج الصناعي، بهدف تجاوز حجم التبادل التجاري الـ100 مليار دولار، ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية تحت مظلة "ناتو".
- العلاقات التجارية بين البلدين تشهد تركيزاً على قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، مع اعتبار تركيا مركزاً إقليمياً للتصنيع والتصدير، مستفيدة من موقعها الجغرافي وقدراتها الإنتاجية.
- الاستثمارات الأمريكية في تركيا تجاوزت الـ50 مليار دولار، موفرة أكثر من 100 ألف فرصة عمل، بينما بلغت استثمارات تركيا في الولايات المتحدة حوالي 2.7 مليار دولار، مع التركيز على تعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية.

تتطلع تركيا والولايات المتحدة إلى زيادة التعاون بينهما في قضايا التجارة والطاقة والمناخ والإنتاج الصناعي، وتحقيق حجم تبادل تجاري يتجاوز 100 مليار دولار، وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأناضول التركية اليوم الثلاثاء.

وتمتلك كل من الولايات المتحدة وتركيا علاقات تحالف قديمة، كما أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "ناتو" تقدم مساهمات كبيرة ومهمة للسلام والاستقرار في المنطقة.

من ناحية أخرى، ينظر العديد من الشركات الأميركية إلى تركيا باعتبارها مركزاً إقليمياً، في ظل تسارع وتيرة وزخم العلاقات التجارية الثنائية في السنوات الأخيرة.

بدورهما، شدد المستشار الاقتصادي بالسفارة الأميركية في أنقرة إتيان ليبيلي، والمستشارة التجارية الأولى لمنطقة أوراسيا هيذر بيرنز، على أهمية فرص التعاون بين واشنطن وأنقرة، في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، وفق تقرير بوكالة الأناضول اليوم.

وحسب التقرير، قال المستشار الاقتصادي بسفارة واشنطن في أنقرة، إن العلاقات التركية الأميركية لديها "جدول أعمال إيجابي" يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية. وأشار ليبيلي أيضا إلى أهمية اجتماعات الآلية الاستراتيجية التركية الأميركية التي عقدت يومي 7 و8 مارس/ آذار الماضي.

وأضاف للأناضول: "علاقاتنا الثنائية ترتكز على جدول أعمال ثنائي إيجابي، موجه نحو تحقيق نتائج محددة في إطار الأهداف المشتركة التي تعطي أولوية خاصة لقضايا التجارة والطاقة والمناخ والإنتاج الصناعي".

وأضاف: "الجانب الأميركي يتابع عن كثب سياسة الطاقة المتجددة التي تنتهجها تركيا، ويجري تقييماً مستمراً لفرص وإمكانات التعاون"، وقال: "يهدف حوار الطاقة والمناخ الذي سيعقد بين تركيا والولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة، إلى مناقشة الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة التعاون في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية وكفاءة الطاقة".

وزاد: "الموقع الجغرافي لتركيا ودورها الرائد في إنتاج المعدات في المنطقة، يجذبان انتباه الشركات الأميركية التي تنتج المعدات وتبحث عن أسواق جديدة".

ولفت ليبيلي إلى أن الشركات الأميركية، لا سيما تلك التي تريد التوسع في أسواق جديدة، تنظر إلى تركيا على أنها مركز إنتاج إقليمي.

وأضاف، "على سبيل المثال، تقوم إحدى الشركات الأميركية بإنتاج مراوح طاقة الرياح في مدينة إزمير التركية والتصدير منها إلى جميع أنحاء العالم... وهذا النشاط التجاري والصناعي يوفر فرص عمل للشعب التركي ويجلب نشاطًا اقتصاديًا".

وتقول الأناضول، تفضل العديد من الشركات العالمية حالياً، بما فيها الأميركية، تركيا باعتبارها مركزاً إقليمياً للتصنيع والتصدير والإدارة والخدمات اللوجستية والهندسة والبحث والتطوير. وتتابع، هناك إمكانات كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة بدءا من التقنيات الجديدة وصولاً إلى القطاعات الحيوية، ومن الابتكار إلى التصنيع، ومن الذكاء الاصطناعي إلى الأمن السيبراني، كما أن قطاع الطاقة يعد مجالاً مهماً آخر يمكن تعزيز التعاون فيه.

مفاعلات نموذجية صغيرة

بدورها، أوضحت المستشارة التجارية الأولى لمنطقة أوراسيا، أن لدى البلدين نقاطا ًمشتركة خاصة في مجالات التجارة والطاقة والمناخ.

ولفتت بيرنز بحديث للأناضول، إلى أن العلاقات التركية الأميركية تعمل على تحقيق أهدافها، وخاصة زيادة حجم التجارة ليتجاوز 100 مليار دولار سنوياً.

وقالت : "حجم التجارة الحالي بين البلدين يتجاوز 40 مليار دولار.. كما أن الأنشطة التجارية والاقتصادية تهدف إلى زيادة حجم التجارة الثنائية وتجاوز عتبة 100 مليار دولار".

وحلت الولايات المتحدة في العام 2022، بالمركز الثاني في قائمة الدول الأكثر استيرادا من تركيا، والخامسة في لائحة البلدان التي استوردت منها أنقرة. وفي هذا الإطار، تبرز قضايا التجارة والطاقة والمناخ، والتي يُنظر إليها على أنها مجالات عمل مشتركة.

ويهدف البلدان إلى زيادة التعاون المتبادل بينهما، في الوقت الذي تعمل فيه الشركات التركية على زيادة حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة، فيما تعمل واشنطن على زيادة حجم استثماراتها في تركيا.

ووفق الأناضول ، أشارت بيرنز إلى استمرار المفاوضات في مجال الطاقة النووية مع أنقرة، وخاصة في ما يتعلق بإدراج مفاعلات نموذجية صغيرة في منظومة الطاقة التركية، التي تتمتع بمكانة مهمة في أوروبا والعالم.

50 مليار دولار

وذكرت بيرنز أن حجم الاستثمارات الأميركية في تركيا بلغ حتى الآن 50 مليار دولار، وأن تلك الاستثمارات وفرت للمواطنين الأتراك 100 ألف فرصة عمل. وأشارت إلى أن استثمارات تركيا في الولايات المتحدة تبلغ 2.7 مليار دولار.

وقالت: "معايير الإنتاج في تركيا عالية وذات جودة مرتفعة.. البنية التحتية جيدة جداً.. إن الجانب الأميركي يتطلع إلى إحياء الاتفاقية الإطارية للتجارة والاستثمار من أجل زيادة زخم العلاقات التجارية بين البلدين".

وتسعى تركيا لزيادة التعاون مع دول العالم من خلال انتهاج سياسة خارجية من منظور واسع، واستخدام كافة المزايا التي يوفرها موقعها الاستراتيجي.