المغرب: استثمارات صينية في بطاريات السيارات الكهربائية

16 مايو 2024
اهتمام حكومي بتطوير صناعة السيارات (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الشركات الصينية تبدأ تنفيذ خطط لإقامة مصانع بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب، مستغلة موقعه الجغرافي المميز والامتيازات من اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي.
- إعلان عن مشروعين استثماريين بقيمة 910 ملايين دولار في مدينة محمد السادس طنجة تيك، يشملان صناعة أجزاء السيارات والأقطاب الكهربائية، مما يوفر 3800 فرصة عمل.
- المغرب يعزز مكانته في سوق السيارات الكهربائية، مستفيدًا من موارده الطبيعية وموقعه القريب من أوروبا، ويسعى لجذب المزيد من الاستثمارات مع التركيز على الطاقة النظيفة والتصدير للسوق الأوروبية.

شرع مصنعو بطاريات السيارات الكهربائية الصينيون في ترجمة نواياهم بإنجاز مصانع بالمغرب، حيث يسعون إلى الاستفادة من قربه من السوق الأوروبية وامتيازات تتيحها اتفاقية التبادل الحر السارية مع المملكة.

ويتجه المغرب نحو تجسيد أولى المشاريع ذات الصلة بالسيارة الكهربائية. فقد تم الإعلان عن مشروعين صينيين باستثمارات تناهز 910 ملايين دولار ستحتضنهما مدينة محمد السادس طنجة تيك اعتبارا من العام الحالي.

وجرى أول من أمس بالدار البيضاء التوقيع بين رئيس شركة تهيئة طنجة تيك، عثمان بنجلون، ورئيس شركة "هايليانغ"، كاو جيانغو، ورئيس شركة شينزوم، بي تاو، على اتفاقيات لإقامة مشروعين لهما علاقة بالسيارات الكهربائية.

وتلتزم شركة "هايليانغ" المتخصصة في صناعة أجزاء السيارات من النحاس، مثل الأنابيب والقضبان ووصلات الأنابيب، باستثمار 450 مليون دولار في مشروع على مساحة تصل إلى 30 هكتاراً مع توفير 1800 فرصة عمل.
وتتعهد شركة شينزوم الفاعلة في صناعة الأقطاب الكهربائية الموجبة التي تدخل في صناعة بطاريات الليثيوم، باستثمار 460 مليون دولار على مساحة تبلغ 20 هكتارا مع توفير 2000 فرصة عمل.

وكانت الحكومة وافقت في مارس/ آذار الماضي، على مشروع لمجموعة بي.تي.آر نيو ماتيريال الصينية المتخصصة في صناعة البطاريات الكهربائية لإقامة مصنع بالقرب من طنجة لإنتاج الأقطاب الكهربائية السالبة (الكاثود)، وهي من المكونات الرئيسية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.

وقدرت كلفة ذلك المصنع 300 مليون دولار، حيث سيقام على مساحة 15 هكتاراً بالمدينة الصناعية محمد السادس طنجة تك، وستبلغ طاقته الإنتاجية 50 ألف طن سنويا، ما سيتيح توفير 2500 فرصة عمل، اعتبارا من 2026.

رهانات على السيارات الكهربائية

ويراهن المغرب على جذب مشاريع لها علاقة بالسيارات الكهربائية، عبر صناعة البطاريات التي تمثل على الأقل ثلث قيمة السيارات الكهربائية، رغم مساهمة التطور التكنولوجي في خفض الأسعار.
ويعد المغرب بلدا منتجا للكوبالت والفوسفات، اللذين يساهمان في تصنيع البطاريات الكهربائية، بينما يتوجب عليه استيراد الليثيوم بهدف تصنيعها، وهو مكون يمكن استيراده رغم اشتداد الطلب عليه في العالم.

كانت الحكومة وافقت في مارس/ آذار الماضي، على مشروع لمجموعة بي.تي.آر نيو ماتيريال الصينية المتخصصة في صناعة البطاريات الكهربائية لإقامة مصنع بالقرب من طنجة


ويدرك المغرب السباق الذي يعرفه العالم من أجل إنتاج السيارة الكهربائية. هذا ما يدفع المهندس المغربي، يونس عمار، إلى التشديد على الميزة التنافسية التي تتيحها مدينة محمد السادس طنجة تيك التي تمتد في مرحلة أولى على مساحة 470 ألف هكتار والقريبة من أوروبا التي تعتبر أهم سوق في العالم بالنسبة لمصنعين مثل الصينيين.

ويضيف عمار لـ"العربي الجديد" أن اختيار المستثمرين الصينيين للمدينة مرده بالإضافة إلى القرب من أوروبا عبر ميناء طنجة المتوسطي، السلاسة اللوجستية، حيث يمكن نقل السلع على متن شاحنات إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يرتبط معه المغرب باتفاقيات شراكة تؤدي إلى الإعفاء من الرسوم الجمركية.

ويتطلع المغرب إلى تركيز حضوره في سوق السيارات، وهو ما يدفع إلى التوجه نحو نزع الكربون عن منتجات قطاع السيارات، ما يعني ربط الفاعلين فيه بالطاقة النظيفة والريحية والشمسية بسعر تنافسي.
وسيسمح ذلك بالتصدير نحو السوق الأوروبية التي تمثل 80 في المائة من صادرات السيارات المصنعة في المغرب دون حواجز، حيث تستحضر المملكة تشريعا أوروبيا يمنع بيع السيارات التقليدية الجديدة اعتبارا من 2035، ما يعني أن الطلب على البطاريات سيكون كبيرا في العالم.

المساهمون