الجزائر: إطلاق مصنع لطحن البذور وإنتاج زيت المائدة محلياً

30 مايو 2023
تستهلك الجزائر يومياً نحو 1600 طن من الزيوت النباتية (Getty)
+ الخط -

دشنت الجزائر، الثلاثاء، مصنع سحق (طحن) البذور الزيتية، في خطوة لتقليص التبعية في إنتاج زيوت المائدة وتقليص فاتورة الواردات.

ودشنت المصنع مجموعة "سيفيتال"، المملوكة لرجل الأعمال أسعد ربراب، أحد أكبر أصحاب الثروات المالية في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأوضح لوناس احدادن مدير المشروع داخل مجمع "سيفيتال" أن "أولى البذور الزيتية ستسحق الأيام القادمة، على أن ترتفع وتيرة الإنتاج تدريجياً، بمعدل سحقٍ يومي للبذور الزيتية يلامس 11 ألف طن يومياً من بذور الصويا، و6 آلاف طن من بذور دوار الشمس، بالإضافة إلى 5 آلاف طن من بذور السلجم الزيتي، ما يرفع طاقة السحق للبذور الزيتية للمصنع الأول من نوعه في الجزائر إلى مليوني طن سنوياً".

وتستهلك الجزائر يومياً نحو 1600 طن من الزيوت النباتية تقريباً، وتسعى للاكتفاء الذاتي محلياً والتصدير للخارج.

وأضاف نفس المتحدث لـ"العربي الجديد" أن "مجمع سيفيتال سيتكفل بشراء كل الإنتاج الجزائري من البذور الزيتية، وذلك دعماً لشعبة الزراعة وبالأخص البذور الزيتية، كما يسمح المصنع بإنتاج زيوت جزائرية من الحقل إلى القارورة المسوقة محلياً وحتى المُصدرة".

ويتكون مصنع سحق البذور الزيتية من ثلاث بنايات كبيرة متخصصة في الاستخلاص والتحضير والسحق، كما أنه مزود بثلاث صوامع للتخزين وحاويات للزيت الخام.

وكشف لوناس احدادن أن "المصنع سيوفر حوالي ألف فرصة عمل مباشر والآلاف من الفرص غير المباشرة، وسيعزز ضمان الأمن الغذائي للبلاد والمساهمة في التخلي عن استيراد المواد الأولية".

وكان من المنتظر أن يرى المصنع النور سنة 2017، إلا أن معارضة رجل الأعمال أسعد ربراب لحكم الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة دفعت بالنظام الجزائري آنذاك إلى تجميد المصنع، ما كلف خزينة الدولة حسب "سيفيتال" 2.5 مليار دولار سنوياً.

ويتزامن فتح المصنع مع منع السلطات القضائية الجزائرية مالك مجمع "سيفيتال"، أسعد ربراب، من السفر ووضعه قيد الرقابة القضائية، ومنعه من شغل أي منصب إداري في المؤسسات والشركات المملوكة له، على ذمة قضية فساد.

وأصدر قاضي التحقيق لدى القطب الجزائي والمالي لدى محكمة سيدي أمحمد وسط العاصمة الجزائرية، 25 مايو/ أيار الحالي، قراراً يقضي بمنع ربراب من مغادرة البلاد إلى غاية صدور أمر مخالف، وسحب جواز سفره وجميع الوثائق التي تسمح بالمغادرة وإيداعها لدى القضاء، إضافة إلى إلزامه بالإمضاء بصفة دورية مرة واحدة كل يوم إثنين من كل أسبوع لدى الهيئة القضائية نفسها.

كما تقرر منعه من ممارسة أي نشاط تجاري، وعدم ممارسة أي وظائف أو مهام وأي عمل من أعمال التسيير في شركته المتهمة، التي تنشط في مجال إنتاج الزيت وغيره، كإجراء تحفظي وضروري لضمان السير الحسن للتحقيقات.

وتنازل ربراب صاحب الـ79 عاماً والذي يعد أغنى رجل في الجزائر، عن إدارة الشركة وأملاكه لصالح أبنائه بعد إعلانه العام الماضي تقاعده.

ووصفت مجلة "فوربس"، ربراب بأنه صاحب ثاني أكبر ثروة في الشرق الأوسط في عام 2022، حيث يمتلك مجمع شركات "سيفيتال"، التي تضم 26 فرعاً متخصصاً في الصناعات الغذائية، والنقل والمراكز التجارية والأجهزة الإلكترونية والألمنيوم، كما يملك استثمارات عدة في الخارج، كفرنسا والبرازيل ودول أفريقية أيضاً.

المساهمون