ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

16 ابريل 2024
ارتفعت أسعار النفط إلى 90.56 دولاراً للبرميل (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تسببت في ارتفاع أسعار النفط، مع زيادة في العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي بنسبة 0.5%، رغم الدعوات الدولية لضبط النفس لتجنب تأثيرات سلبية على إمدادات النفط العالمية.
- النمو الاقتصادي في الصين بنسبة 5.3% يعزز الطلب على النفط، مع توقعات بنوك عالمية بمواصلة ارتفاع أسعار الخام نتيجة التوترات الجيوسياسية، وإمكانية وصول الأسعار إلى 100 دولار للبرميل في حال نشوب صراع شامل.
- الأسواق العالمية تراقب تأثيرات التوترات الجيوسياسية على إمدادات النفط، مع مخاوف من انقطاعات في الإمدادات وارتفاعات قياسية في الأسعار نتيجة لأي تصعيد، بما في ذلك الهجمات بطائرات مسيرة على مصافي النفط.

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، وسط التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، بعدما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سترد على الهجوم الذي شنته إيران في مطلع الأسبوع بصواريخ وطائرات مسيرة، وسط دعوات لضبط النفس من الحلفاء.

وبحلول الساعة 00.05 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو/ حزيران 46 سنتا، أو 0.5%، إلى 90.56 دولارا للبرميل. وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم مايو/أيار 43 سنتا، أو 0.5%، إلى 85.84 دولارا للبرميل.

وأنهت أسعار النفط جلسة أمس الاثنين على انخفاض بعدما تبين أن الهجوم الإيراني على إسرائيل في مطلع الأسبوع كان أقل ضررا من المتوقع، وهو ما هدأ في البداية المخاوف من نشوب صراع يتصاعد بشكل سريع ويمكن أن يعرقل إمدادات النفط الخام. ولم يتسبب الهجوم، الذي وصفته إيران بأنه رد على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، إلا في أضرار بسيطة، إذ أسقط نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي الصواريخ.

لكن مصدرا حكوميا قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استدعى، أمس الاثنين، مجلس وزراء الحرب للانعقاد للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة لبحث كيفية الرد على أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل. وأثار ذلك مخاوف في السوق من أن تؤثر الإجراءات الانتقامية على إمدادات النفط.

وتنتج إيران أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الخام وهي منتج رئيسي بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وارتفع الخامان القياسيان، يوم الجمعة، مع توقع الهجوم الانتقامي الإيراني، وصعدت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وفي الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أظهرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي الرسمية، اليوم الثلاثاء، تحقيق نمو بنسبة 5.3% في الربع الأول من 2024 من 5.2% في الأشهر الثلاثة السابقة. ومن شأن ذلك أن يعزز أسعار النفط. 

توقعات بصعود النفط 

ياتي ارتفاع الأسعار وسط تزايد توقعات بنوك عالمية باستمرار صعود أسعار الخام في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا، حيث رفع بنك سيتي، الاثنين، توقعاته للنفط على المدى القصير إلى 88 من 80 دولارا للبرميل بناء على زيادة الأسعار نتيجة المخاطر، مشيرا إلى أن أي صراع شامل بين إيران وإسرائيل قد يدفع بأسعار النفط إلى مئة دولار للبرميل.

وأضاف البنك، وفقا لوكالة "رويترز"، أن أي تراجع في التصعيد قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل حاد في نطاق يراوح بين أواخر 70 وبداية 80 دولارا للبرميل.

وقال بنك سوسيتيه جنرال في مذكرة إن أسعار النفط الخام في المستقبل المنظور ستتأثر بالمخاطر الجيوسياسية على الأرجح، كما رفع بنك سوكجين توقعاته لخام برنت إلى 91 دولارا للبرميل في الربع الثاني، ولخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 87.5 دولارا للبرميل. ويتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 86.8 دولارا للبرميل وأن يصل غرب تكساس الوسيط إلى 83.3 دولارا للبرميل في عام 2024.

وأضاف سوكجين "ما زلنا نعتبر العمل العسكري الأميركي الإيراني المباشر خطرا ضعيفا، وزاد احتمال حدوثه من 5 إلى 15% مع ارتفاع أسعار النفط الخام بسهولة فوق 140 دولارا للبرميل في ظل هذا السيناريو"، وذكر بنك جيه.بي مورغان في مذكرة أن التوقعات بشأن النفط تتوقف على ما يبدو على أي رد عسكري إسرائيلي على الهجوم الإيراني، مشيرا إلى أنه "بخلاف الزيادة على المدى القصير بسبب الأوضاع الجيوسياسية، تظل توقعاتنا الأساسية للنفط عند 90 دولارا للبرميل خلال مايو".

وقال فيكتور كاتونا، المحلل لدى كبلر: "إذا انقطعت الإمدادات بشكل غير متوقع، مثل انقطاع الإمدادات الليبية أو قصف أوكرانيا للبنية التحتية للموانئ الروسية بطائرات مسيرة، فمن المؤكد أن الأسعار قد تخرج عن نطاق السيطرة مرة أخرى وتتجه إلى مئة دولار للبرميل".

واستهدفت أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الجاري ثالث أكبر مصفاة للنفط في روسيا بطائرة مسيرة، وتوقفت نحو 14% من طاقة التكرير في روسيا بسبب الهجمات بطائرات مسيرة مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون