رفعت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الثلاثاء، توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت في 2022 إلى 79.40 دولارا للبرميل، و71.50 دولارا للبرميل هذا العام.
وقالت الوكالة، في بيان لوكالة "رويترز": "إننا ننشر توقعاتنا للأسعار حين نرى أن ذلك قد يكون مفيدا لفهم توقعاتنا"، مشيرة إلى أن "ارتفاع الأسعار الحالية بدا في التأثير بشدة على الطلب".
ولكن الوكالة أشارت إلى أن انتعاش سوق النفط قد يتراجع، إذ ساعدت الأسعار التي سجلت أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات الشهر الماضي في زيادة المعروض العالمي، لا سيما في الولايات المتحدة.
وقالت في تقريرها الشهري عن النفط إن "سوق النفط العالمية لا تزال تشهد شحا بكل المقاييس، لكن انحسار ارتفاع الأسعار قد يكون في الأفق... بسبب زيادة إمدادات النفط".
وأكدت أن "الأسعار الحالية تشكل حافزا قويا لزيادة النشاط في الولايات المتحدة حتى مع التزام الشركات بتعهدات ضبط رأس المال".
وقال مسؤول بارز بشركة الطاقة الروسية العملاقة روسنفت، اليوم الثلاثاء، وفقا لوكالة "تاس" الروسية، إن أسعار النفط قد ترتفع إلى 120 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2022.
وتوقع راسل هاردي، رئيس مجموعة "فيتول"، أكبر متداول نفط مستقل في العالم، الثلاثاء الماضي، أن "يرتفع الطلب على النفط أكثر في أوائل 2022"، مضيفا أن ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل "أمر محتمل بالتأكيد".
ورفع بنك "باركليز" في سبتمبر/أيلول الماضي، توقعاته لأسعار النفط في 2022، تسعة دولارات إلى 77 دولارا للبرميل، في حال عدم إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. كما توقع بنك "مورغان ستانلي" استمرار نقص المعروض خلال 2022، وأشارت توقعاته إلى أن يبلغ سعر برنت 85 دولارا للبرميل في أعلى تصوراته.
وبلغ سعر خام برنت، اليوم الثلاثاء، 82.66 دولارا للبرميل، وخام غرب تكساس نحو 81.42 دولارا.
توقعات أوبك
يأتي ذلك متوافقا إلى حد كبير مع توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الخميس الماضي، والتي خفضت نمو الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من العام الحالي، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، غير أنها أبقت على توقعاتها بنمو قوي للطلب أعلى من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2022.
وثبات المعروض يعني تراجع الطلب وانخفاض الأسعار، بينما يعني ارتفاع الطلب زيادة الأسعار.
وتوقعت أوبك أن يبلغ متوسط الطلب على النفط 99.49 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2021، بانخفاض قدره 330 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي.
وذكرت المنظمة أيضا أنها تتوقع نمو الطلب العالمي على الخام 4.15 ملايين برميل يوميا العام المقبل، من دون تغير عن توقعات الشهر الماضي، وهو ما سيرفع الاستهلاك العالمي أعلى من مستويات عام 2019.
واتخذت الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+"، في اجتماعها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قراراً بالاستمرار في زيادة إنتاجها للنفط مع 400 ألف برميل في اليوم في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، رغم إصرار الدول المستهلكة على زيادة أكبر للجم ارتفاع الأسعار.
متى تتراجع أسعار النفط؟
وأضافت ديكسون، لـ"رويترز"، أن "التجار يعيدون التركيز على عاملين من شأنهما أن يدفعا السوق للتراجع... احتمال ظهور المزيد من مصادر المعروض النفطي والمزيد من الإصابات بكوفيد-19".
ويدعم ذلك ما أكده وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أمس، أن كل المؤشرات تشير إلى فائض في المعروض من النفط في الربع الأول من 2022.
وأن التزام "أوبك+" بزيادة إنتاج النفط 400 ألف برميل يوميا كل شهر يسهم في استقرار السوق وتوازن العرض والطلب.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن منظمة "أوبك+" تعارض تجاوز أسعار النفط للمستويات المقبولة، وتدرس طرقا لموازنة السوق. وأكد أن سعر النفط ما بين 75 دولارا و85 دولارا هو مستوى مقبول لسعر الخام على المدى البعيد، غير أنه توقع أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في الربعين الأول والثاني من 2022.
وأبدى وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، أمس الاثنين، قلقه حيال أسعار النفط المرتفعة، مشيرا إلى أن تقلبات الأسعار قد تلحق ضررا بانتقال الطاقة في العالم.
وقال إنه "عندما ترتفع أسعار البنزين وأسعار الديزل لتخترق السقف حرفيا، بالطبع نحن نكون قلقين"، متوقعا أن يهبط الطلب على النفط إذا تخطت الأسعار "حدا معينا".
دخول النفط الصخري على الخط
وقال تقرير حكومي رسمي، إن إنتاج النفط من حوض بيرميان الواقع في تكساس ونيو مكسيكو من المتوقع أن يسجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 4.953 ملايين برميل يوميا في ديسمبر/ كانون الأول، ليتجاوز المستوى القياسي السابق البالغ 4.913 ملايين برميل يوميا المسجل في مارس/ آذار 2020 .
وقالت أيضا إن إجمالي إنتاج النفط من الأحواض الصخرية السبعة الرئيسية من المنتظر أن يرتفع في ديسمبر/ كانون الأول بحوالي 85 ألف برميل يوميا إلى 8.316 مليون برميل يوميا.
وأظهرت البيانات أيضا أن إنتاج الغاز الطبيعي من الأحواض الصخرية السبعة الرئيسية من المتوقع أن يرتفع بمقدار 200 مليون قدم مكعبة يوميا إلى 89.4 مليار قدم مكعبة يوميا.