إليوت يحتفي بعيد الميلاد

إليوت يحتفي بعيد الميلاد

21 ديسمبر 2014
+ الخط -

دار النشر العريقة "فايبر أند فايبر" اختارت أن تعيد جمع قصائد للشاعر تي. إس. إليوت مرتبطة بالكريسماس. "قصائد آرييل" آخر إصداراتها، وقد ضمَّ ست قصائد كان إليوت قد كتبها خصيصاً لهذه السلسلة الشعرية التي أخفقت مرتين.

سلسلة "آرييل" كانت قد بدأت بالظهور عام 1927. وكان الغرض منها أن تجمع تنويعةً من قصائد كتبت خصيصاً لمناسبة عيد الميلاد.

النصوص حملت قيمة أدبية مكَّنتْها من التسلّل عبر هذه المناسبة، في وقت لاحق، لتصب في الأدب عموماً، وتنجو بنفسها. كما لو أن القيّمين على الدار أدركوا حساسية هذه الخطوة التجريبية. فضمت السلسلة أسماء بالغة الشأن في المشهد الأدبي الإنجليزي في ذلك الوقت؛ مثل توماس هاردي، والتر دي لامير، تشسترتون، ووليام بتلر ييتس. مكثوا جميعاً بين ضفتيِّ أغلفتها، إضافة إلى إليوت نفسه.

في إحدى لقاءاته الثقافية في شيكاغو عام 1950، وكان حول طاولة مستديرة، قال إليوت أمام الحاضرين معلّقاً: "هذه السلسلة، التي استمرت أربع أو خمس سنوات بالظهور (..) أردنا جعلها بطاقة معايدة سنوية". وعلى الرغم من ثقل وزن الشعراء المشاركين، إلا أن الشعر وجد نفسه منافساً بطيئاً في سباق الكريسماس للهدايا، فتوقف المشروع.

إصدارات "آرييل" كانت عبارة عن كتيبات صغيرة. والدار (تحت اسم "فايبر أند غوير" آنذاك) حرصت على جعلها تذكاراً شعرياً، يجدل الكريسماس بالشعر، عبر قصائد لا تحمل رمزاً دينياً بالضرورة. ذلك قد يجعل الأدب مروّجاً اجتماعياً. جميع قصائد هذه السلسلة لم تكن قد نشرت من قبل، لينتهي بها المطاف كبطانة لأغلفة ملوّنة مبهجة.

ويبدو أن الشعراء وثقوا بقوة الشعر، وربما بأسمائهم أيضاً، فلم يشكك أحد منهم بقوة هذه العلاقة بين المتسوق وبطاقة المعايدة في هكذا مناسبة. وأخفق الشعر في إزاحة هذه البطاقات البسيطة الفكرة، عن عروشها. فهذه البطاقات، وربما هنا يكمن سحرها، تتيح لمقتنيها أن يكون هو نفسه مبتكر الصورة البلاغية والكلمات، مهما كان مستواه الثقافي، بدل أن يقولها نيابةً عنه شاعرٌ مرموق.

هكذا، أثبتت البطاقات "مكانتها" الرمزية، واستطاعت بخبث أن تعيد تلك الكتب الأدبية ذات الشعر الرخيم، إلى المستودعات. فتوقفت السلسلة عن الصدور بعد أعوام قليلة من انطلاقها.

ولم تفلح محاولة الدار لإنعاشها منتصف الخمسينيات، بإعادة إصدارها بثلة من الأسماء الجديدة كأودن وكامبل وسبندر إضافة إلى إليوت نفسه الذي كان في تلك الفترة حائزاً "نوبل" للآداب.

طبعة "آرييل" اليوم تضم قصائد لإليوت فقط، ورسوم لإدوار كوفر، فنان البوستر الطليعي. فالحرب على بطاقات المعايدة لم تنته بعد.

دلالات

المساهمون