جائزة الطيّب صالح: احتجاب قسري

جائزة الطيّب صالح: احتجاب قسري

21 أكتوبر 2014
الروائي الراحل في بورتريه لـ صلاح أبو الدو
+ الخط -

للمرة الأولى منذ 12 عاماً، يمرُّ يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر، دون الإعلان، كما هو معتاد، عن فائز بـ "جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي"، إذ أبلغت السلطات "مركزَ عبد الكريم ميرغني الثقافي" بتعليق الفعالية إلى حين إعادة تسجيل المركز مرة أخرى لدى وزارة الثقافة ولاية الخرطوم، علماً أنه مسجّل في وزارة الثقافة الاتحادية حتى حزيران/ يونيو المقبل.

وأشار المركز إلى رفض السلطات السماح بتنظيم الفعالية السنوية وإعلان الفائز بجائزة هذا العام، والفعاليات المصاحبة التي تسبق الإعلان، بحجة أن المركز غير مسجل لدى وزارة الثقافة والإعلام في الخرطوم، وأن عليه فك ارتباطه بوزارة الثقافة الاتحادية، ثم إعادة التسجيل لدى وزارة الخرطوم.

وعلى الرغم من أنه تم إعلام المركز بهذا القرار في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وشروعه في الإجراءات الجديدة؛ إلا أن الكثير من العراقيل البيروقراطية وغيرها وقفت في طريق إكمال التسجيل لدى الوزارة الولائية قبل موعد إعلان نتائج الجائزة. ذلك ما دفع إدارة المركز إلى استخراج شهادة من مسجّل الجماعات الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام في ولاية الخرطوم، أول أمس الأحد، نصّت على أن المركز بصدد التسجيل، ويُسمح له بإقامة فعاليات "جائزة الطيب صالح" في دورتها الثانية عشرة، وما يصاحبها من ندوات في الفترة الواقعة بين 19 و21 تشرين الأول/ أكتوبر. لكن حين تم تقديم هذه الشهادة إلى السلطات الأمنية، لم تقبل بها، ملغيةً بذلك إقامة الفعالية.

وقال المسؤولون في المركز إنهم سيواصلون سعيهم من أجل إكمال الإجراءات اللازمة للتسجيل من جديد، وإنجازه في أقرب وقت، رغم بطء سير المعاملات من قبل السلطات، وإنه إلى حين الوصول إلى هذا الهدف، لا يمكن إعلان نتائج المسابقة، أو إقامة أي من الأنشطة المصاحبة لها. هذا التأخير كفيل بتوسيع الفراغ الذي يضرب المشهد الثقافي السوداني، في ظل التضييق على المراكز الثقافية وفعالياتها من قبل السلطات أخيراً، خصوصاً وأن "مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي" يعدّ من أنشط المراكز وأكثرها استقراراً وديمومة.

يُذكر أن "جائزة الطيب صالح" التي انطلقت في العام 2002، بدأت كفكرة دفع بها الطيب صالح نفسه لتكون بديلاً عن مقترح من أصدقائه بتكريمه عن طريق تمليكه منزلاً في السودان، حيث جمعوا لذلك الغرض مبلغاً من المال. لكن صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" فضّل أن يوجَّه المبلغ لدعم عمل يسهم في تحريك المشهد الثقافي السوداني، وهو ما حدث، إذ تبنى "مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي" الفكرة، وحوَّل المبلغ إلى وديعة بنكية، يؤول ريعها السنوي إلى إدارة "جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي"، لتصرف منها على الجائزة والمؤتمر العلمي النقدي المصاحب لها، تخليداً لاسم الروائي الراحل.

ومنذ انطلاقتها، باتت الجائزة محفزاً على الإنتاج السردي لكثير من الشباب، كما أسهمت في رفد المشهد الثقافي السوداني بعدد من الأسماء التي أصبحت معروفة اليوم، واتخذت مكانها ضمن نسيج الأدب في السودان.

دلالات

المساهمون