ممرّ كتالاني ضيق

ممرّ كتالاني ضيق

23 نوفمبر 2014
غرافيتي لـ آريز (كتالونيا)
+ الخط -

شاءت الظروف أن أحتكّ بشريحة المترجمين في كتالونيا، وأتحسس معاناتهم وآمالهم. منذ البداية، لم يدخل هؤلاء هذا الطريق الضيق إلا عن حب. بعضهم لأنه عشق الفن العربي، والآخر لأنه زار هذا البلد أو ذاك، فأحبّ ثقافته، وقرر تعلّم لغته.

قصص تختلف وتأتلف لكن خيط الحب ينظمها، وبؤس الواقع الترجمي أيضاً. إنهم يعانون جميعاً. وما يُقال عن إقليم كتالونيا، يصحّ على عموم إسبانيا. فالكتاب العربي سوقه ضعيفة، بل هو هامشي ولا تبحث عنه سوى شريحة ضئيلة من طلبة معاهد تعليم العربية والأكاديميين وبعض الجمهور ممن لديه اهتمامات في الشرق.

ورغم ازدياد الإقبال على تعلّم العربية خلال العقد الأخير، إلا أنّ الجوهر لم يتغيّر وبقي على حاله، مع تحسّن بسيط. طلبة يتخرّجون فيعمل محظوظُهم في الجامعة أو أقسام الشرطة أو الشركات، أما سيئ الحظ، فيعمل نادلاً أو شيئاً من هذا القبيل. كلهم، أخذتهم الرحلة إلى غير طريق، باستثناء طريق الأدب. وحين يستقرّون في عملهم ويأمنون مستقبلهم قليلاً، تعاودهم الأشواقُ القديمة، إلى ترجمة عمل أدبي.

لذا، يظلّ ما يُترجم من ثقافتنا محدوداً، في ظل دعم حكومي قليل، وغياب تام للمساعدات العربية. وبناء عليه، فهؤلاء المترجمون يستحقون شكرنا، لأنّهم الجنود المجهولون وراء ترجمة أدبنا. ولولا حبّهم أو هوايتهم، أو .. أو، لما رأينا بعض هذا الأدب معروضاً في واجهة المكتبات.

المساهمون