مهرجان روتردام: جائزة لـ"الحمى" المغربية

مهرجان روتردام: جائزة لـ"الحمى" المغربية

27 يناير 2015
من الفيلم
+ الخط -

أعلن أمس فوز الفيلم المغربي الفرنسي "الحمى" (40 د، 2014)، إلى جانب فيلمين بريطانيين، بإحدى جوائز "Tiger Awards for Short Films"، في المسابقة الرسمية لفعاليات الدورة الرابعة والأربعين من "مهرجان روتردام السينمائي الدولي".

ترصد المخرجة صافيا بن هايم، في "الحمى"، رحلة العودة إلى مدينة مكناس، عقب ثلاثين عاماً من المنفى السياسي لعائلتها؛ معبرة من خلال فيلم سينمائي تجريبي عن هواجسها وكوابيسها حول تلك البلاد وأهلها. تعتمد بن هايم في فيلمها على مجموعة من ذكريات والديها لتقدّمها كهلوسات ترافق فتاة في التاسعة من عمرها.

من لحظة بدء الفيلم بالخلفية السوداء، وصولاً إلى المقترح البصري؛ تشكّل هلوسات الطفلة المصابة بالحمى، الحامل الأساسي لشريط بن هايم، التي تشكّل إضافة إلى ذلك نقطة عبور من زمن تصوير الفيلم، شباط/ فبراير 2011، إلى التاريخ المغربي؛ من الاستقلال، إلى الانقلابات العسكرية، وملاحقة ونفي المطالبين بنظام جمهوري.

يتداخل التاريخ كذاكرة مروية، لا على لسان المخرجة، بل على شكل مجموعة من القصص القادمة من الذاكرة البعيدة. الطابع الأسطوري لهذه القصص لا يعاند البؤس الاجتماعي أو السياسي، بل يسير معه جنباً إلى جنب. هكذا، يبدو صوت الرجل العجوز (الراوي)، الذي كان يقرأ المستقبل في القرية واشتعلت نيران هائلة يوم وفاته، نبوءة أخيرة في زمن تصوير الفيلم (الربيع المغاربي).

في بداية الفيلم، تسير الكاميرا بين حشود الناس في أسواق مكناس، فلا تتعرف على الناس، وتغدو عملية مطابقة صورة البلاد في الذاكرة مع واقعها الحالي ضرباً من ضروب المستحيل. تزداد غربة الطفلة لأنها لم تتعرف إلى أي شيء، لتنزوي الكاميرا بعيداً مع هلوسات هذه الطفلة في منطقة جرداء بجانب البحر.

تدريجياً، يزداد تواتر الأصوات التي تذكّر الفتاة بالمنفى، كصخب الموج وصوت اشتعال النيران في حكاية عرّاف القرية، إلى أن يعود الفيلم في النهاية إلى الزمن الواقعي بدخول أصوات هتافات المتظاهرين المتداخلة مع أصوات سيارات الشرطة.

المساهمون