"مهرجان الفيلم اللبناني الـ 12": العراق حاضرٌ أيضاً

"مهرجان الفيلم اللبناني الـ 12": العراق حاضرٌ أيضاً

30 مايو 2016
(من فيلم "الطريق" لـ رنا سالم)
+ الخط -

تخرج الدورة الـ 12 (30 مايو/ أيار ـ 3 يونيو/ حزيران 2016) لـ "مهرجان الفيلم اللبناني" من المحلية السينمائية اللبنانية البحتة، إلى مساحة جغرافية أوسع، تستقطب أساليب متنوّعة لأعمال بصريّة شبابيّة، وتستدعي معاينة لأنماط مختلفة الأمزجة الثقافية والجمالية والفنية.

فإلى جانب الأفلام اللبنانية حديثة الإنتاج (2015 ـ 2016)، المنخرطة في مسابقة رسمية للحصول على جوائز "أفضل فيلم" في 4 فئات: الروائي والوثائقي والتجريبي وأول فيلم، يحتلّ "الفيلم العراقي" مكاناً أساسياً، إلى جانب أفلام تركية وأفغانية ومصرية، من دون تناسي الأعمال المُنجزة بفضل إنتاجات مشتركة مع دول غربية، كسويسرا وكندا وفرنسا وغيرها. علماً أن لجنة تحكيم ـ مؤلّفة من الراقصة والممثلة اللبنانية الفرنسية، ثريا بغدادي، والممثلين اللبنانيين زينة دكّاش وجورج خبّاز، والروائي والدراماتورج المقيم في لوس أنجلوس براد سوندورز ـ ستمنح الأفلام الفائزة جوائزها المقدَّمة من مؤسسات ثقافية وتجارية وأكاديمية مختلفة.

على الرغم من أن العنوان الأساسي للدورة الـ 12 مرتبط بالرقص، إذْ يتعاون المهرجان اللبناني، للمرة الأولى، مع مهرجانٍ فني يجمع الرقص بالسينما، ويُقام في أمستردام باسم "سيني دانس"، إلاّ أن الحضور العربي لافتٌ للانتباه، وإنْ يتمثّل ببيئة أساسية هي العراق، من خلال أعمالٍ منبثقة من ورشة عمل، تُقام في العاصمة العراقية لمدّة 3 أسابيع في سبتمبر/ أيلول 2015، بعنوان "كاميرا بغداد"، بتمويلٍ من المحطة التلفزيونية الثقافية الألمانية الفرنسية "آرتي"، وبإشراف الصحافية والمخرجة اللبنانية الكندية كاتيا جرجوره.

ورشة العمل هذه، هي الأولى المُقامة بفضل تعاونٍ بين العراق وفرنسا، تضمّ 10 مجموعات مؤلّفة من شبابٍ عراقيين، يُشاركون في تدريبات عملية تدفعهم، في النهاية، إلى ابتكار أفلام تتراوح مدّة كل واحد منها بين 3 و10 دقائق.

التدريبات موزّعة على الكتابة والتصوير والمونتاج، أي على أسس عملية لإنجاز الفيلم. التدريبات نفسها تؤدّي بالمشاركين إلى تحقيق أعمال قصيرة، تتمحور حول الحرب بشكل أساسيّ. لكن الظروف الصعبة التي تعيشها بغداد تحديداً، تُحتّم على الشباب خيارات درامية إضافية، تغذّي الـ "تيمة" الأساسية، وتدفعهم إلى اختبار وعيهم وانفعالاتهم وهواجسهم وأسئلتهم، عبر الكاميرا.

الأفلام المُشاركة في "مهرجان الفيلم اللبناني"، وعددها 9 فقط (بينها فيلم تحريك واحد، وفيلم وثائقي واحد أيضاً)، معروضة سابقاً على الموقع الإلكتروني لـ "آرتي". أي أن عرضها اللبناني سيكون فرصةً للاطّلاع على نتائج ورشة عمل كهذه، في مدينة تعاني خراباً وتمزّقات والتباسات أسئلة معلّقة عن الهوية والانتماء والجغرافيا والذاكرة والراهن، تماماً كبيروت، التي تستضيف المهرجان، والتي تعاني كبغداد في مختلف أوجه حياتها اليومية.

المساهمون