"الفيلم الفرنسي العربي": إنتاج مشترك ومقاربات مسبقة

لا تغادر فكرة الإنتاج السينمائي المشترك بين العرب والغرب مساحات محددة سلفاً، والتي تنتهي بمقاربات تقيّدها، وربما تفسدها، رغبات التفاعل "المبرمج" بين الثقافات، أو الدعوة إلى "اندماج" المهاجرين العرب في أوروبا كـ "بديل" عن دعوات مقابلة لدى المستضيفين بإعادتهم.

ويحدث أن تتطوّر هذه الأمنيات، فيقترح الطرف العربي إضافة فعالية محلية ما إلى مهرجان يختص بهذه النتاجات المشتركة التي تقيمه عادةً أحد المراكز الثقافية الأجنبية في المدن العربية، بغرض الحصول على اعتراف أو إشادة من الجهة المنظّمة.

ينطبق هذا الوصف، إلى حد كبير، على "مهرجان الفيلم الفرنسي العربي"، الذي يُفتتح مساء السبت المقبل بفيلم "فاطيمة" على "مسرح الرينبو" في عمّان بتنظيم من "المركز الثقافي الفرنسي" و"الهيئة الملكية للأفلام"، ويستمر حتى الرابع من حزيران/ يونيو المقبل.

"فاطيمة" من إخراج الفرنسي فيليب فوكون، ويجسّد قصة مهاجرة مغربية تحاول بصعوبة تعلّم اللغة الفرنسية، وتعمل بالتنظيف المنزلي لتربّي ابنتيها اللتين تقيمان في فرنسا كذلك، وفي ظلّ المصاعب التي تواجهها تبدأ كتابة رسائل باللغة العربية لابنتيها؛ الصغيرة سعاد، ونسرين التي تدرس الطب. الفيلم مقتبس من كتاب للمغربية فاطمة الأيوبي بعنوان "ابتهال للقمر"، تسجّل فيه هجرتها من المغرب إلى فرنسا مع زوجها.

يشارك في المهرجان، بحسب المنظّمين، 12 فيلماً طويلاً من إنتاج فرنسي/ عربي، ويشتمل على أفلامٍ روائية ووثائقيّةٍ من عدّة بلدان مثل: العراق ولبنان وفلسطين وتونس والجزائر وفرنسا وفي ختام هذا المهرجان، سيقام حفل توزيع جوائز "الصقر" لأفضل أفلام أردنية قصيرة ضمن المسابقة التي تقام للمرة العاشرة على هامش المهرجان.

يتضمن البرنامج فيلم "الباريسية - لا أخاف شيئاً" من فرنسا لـ دانييل عربيد، و"10949 امرأة" من الجزائر/ فرنسا للمخرجة نسيمة قسوم، و"الأباتشي" لـ نسيم عموش، و"ديغراديه" من إخراج طرزان وعرب ناصر، و"في رأسي دوار" لـ حسن فرحاني، و"طريق اسطنبول" لـ رشيد بو شارب، و"عودي إلى ديارك" لـ جيهان شعيب، و"وطن: العراق سنة صفر" لـ عباس فاضل، و"الأمير الصغير" لـ مارك أوسبورن، و"على حلة عيني" لـ ليلى بوزيد، و"قصة خيالية للأشخاص العاديين" لـ كلوي مازلو، و"حدود" لـ كلير كاهن وعلي الصميلي.