ريشار مارتان: مجسداً ليو فيري

مثّل الفنان الفرنسي ليو فيري (1916 - 1993) ظاهرة فنية تميّزت بالجمع بين الموسيقى والشعر والفكر في مشروع فني واحد. لا تزال أجيال من مثقفي العالم تعود إلى مدوّنته الفنية التي تؤرّخ للحياة الثقافية للقرن العشرين بتشعباتها السياسية والاجتماعية والفلسفية. هذه المدونة التي تمسح في الوقت ذاته جزءاً كبيراً من الشعر المكتوب بالفرنسية بداية من منتصف القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن الماضي.

في 1980، قرّر المسرحي الفرنسي ريشار مارتن أن يخرج عرضاً بعنوان "المنهجية" يؤدي فيه دور ليو فيري، حيث يصعد على الخشبة وكأنه في حفل موسيقي، ويخاطب الجمهور بكلمات فيري التي يقول عنها بأنها "تحوّل العنف إلى أغاني". هذا العرض الذي ظل مارتان يطوّره على امتداد العقود كان حاضراً في قاعة "ريو" في العاصمة التونسية ليلة أمس.

في عرض تونس، قدّم مارتان مجموعة من أبرز أغاني فيري التي كتبها لنفسه، مركزاً على الأبعاد الشعرية فيها، مثل أغاني "مع الوقت" و"الفوضويون" و"شكراً ستان" و"السيدة تعاسة" و"أيها الشعراء، هاتوا أوراقكم" وغيرها.

لم يقتصر مارتان على عمل "المنهجية" في اشتغاله على فيري حيث أنجر أعمالاً أخرى مثل "تقنيات المنفى" (2000)، إضافة إلى تقديمه عرضاً مبنياً حول أشعار لويس أراغون التي وضع ألحانها فيري. وكان مارتان قد أنجز عرضاً مشتركاً مع فيري نفسه في 1983 بعنوان "أوبرا الجرذان". 


اقرأ أيضاً: محمود عبد النبي: ساعي بريد جاك بريل