مهرجان "أفانسان": مسرح ولو في الكافتيريا

مهرجان "أفانسان": مسرح ولو في الكافتيريا

13 فبراير 2016
(من عروض أمس، تصوير: مصطفى عبد العاطي)
+ الخط -

رغم الحيوية التي يعيشها المسرح المصري، إلا أن جزءاً صغيراً منه فقط يحظى بالمتابعة. تتعدّد الأسباب في تفسير ذلك، منها أن الهياكل الثقافية الرسمية تظل هي المحرّك الرئيسي للحياة المسرحية، ولا يمكنها أن تستوعب مجمل المشهد، إضافة إلى أن الجمهور باتت تهيمن على ذائقته الصورة التي يبرمجها التلفزيون حول المسرح.

في ظل هذا الوضع، فإن المبادرات الشبابية في تنظيم تظاهرات مسرحية قد تكون همزة الوصل الممكنة بين الجمهور والتجارب المسرحية الشابة، كما هو الحال مع "مهرجان أفانسان" الذي انطلقت فعالياته منذ يومين وتستمر حتى الخميس المقبل.

تنتظم العروض في أماكن متفرقة من "المعهد الفرنسي" في القاهرة، الذي يحتوي على عدد من الفضاءات جرى تطويعها للعروض المسرحية. عرض الافتتاح كان بعنوان "الدخان" (في قاعة "أوديتوريوم")، وتلاه عرض "ريا وسكينة" في كافيتيريا المعهد، كما عرضت اليوم مسرحية "كرتونة بيض" في مدخل المعهد، وهو عمل ينتمي إلى المسرح الصامت ويقدّم من خلال تحريك البيض شخصيات أبدعها رائد مسرح العبث يونيسكو.

من عروض الأيام المقبلة، التي تتوزّع هي الأخرى على فضاءات مختلفة من المعهد، نجد مسرحية "الدرس" و"هبط الملاك في بابل"، علماً أن عرض الاختتام سيكون بمسرحية "وختامه مسك".

لعل من أبرز ما يلفت في هذا المهرجان هو الاشتغال على الفضاءات التي تحتضن العروض كعنصر ابتكاري يدعو إلى توظيف الفضاء الجديد في الأعمال المقدّمة، غير أن المنتظر هو تقديم الجديد في ما هو أبعد، أي في المضمون والرؤية الإبداعية.

المهرجان هو استمرار لتظاهرة بعنوان "مهرجان الشباب المبدع"، ويتخذ هذا العام ولأول مرة تسمية "مهرجان أفانسان" (قبل المشهد). المبادرة الفرنسية لاحتضان التظاهرة، نرجو أن لا تتحوّل إلى وصاية على هؤلاء المسرحيين الشبان الذين لا يجدون فسحة في الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة. على الأقل، لا نجد أثراً للوصاية في أول دورة. 


اقرأ أيضاً: مسرحيون في ورطة: وقائع مهرجان افتراضي

المساهمون