"نكات للمسلحين": فانتازيا مازن معروف المرهقة

"نكات للمسلحين": فانتازيا مازن معروف المرهقة

03 اغسطس 2015
(تصوير: روكسانا فيلك)
+ الخط -

"نُكات للمُسلّحين" كتاب الشاعر مازن معروف السردي الأول، الذي يوقّعه في السابعة من مساء اليوم في فضاء "مترو المدينة" في بيروت.

الشخصيات كلها تعيش في كنف الحرب، وفي معظم القصص يمنح معروف صوت الشخصية الأساسية لطفل، فيصبح العالم قابلاً للتفكيك بسهولة، ويمكن التهكم من المفاهيم الكبرى ومساءلتها وجرحها بسذاجة الطفولة.

الأربع عشرة قصّة التي يضمّها الكتاب، هي مختارات من بين خمسين قصّة قصيرة كتبها الشاعر وهو في آيسلندا؛ انقطاعه عن الشعر ما زال مستمراً منذ ثلاثة أعوام، مذ سُرقت حقيبته وفيها مخطوطة مجموعته الشعرية الجديدة التي لم تر النور.

يعتبر معروف (1978) في حديثه إلى "العربي الجديد" أن الشاعر حين يكتب السرد لديه "امتياز" لغوي ومخيالي أيضاً وتخفف من أحمال الروائي والسارد التقليدية، فالشاعر يأتي ومعه الفانتازيا المرهِقة، حالته الانفصالية عن الواقع، وفي حالة "نكات للمسلّحين" منفصلة كذلك عن أدواتها المعتادة من تراث حكائي شعبي وخرافات.

استخدام صاحب "الكاميرا لا تلتقط العصافير" الطفل في هذه الحالة كأفضل مُنتِج وصانع لعوالم تفتقر إلى المنطق لكنها في قمّة المنطقية إذا كانت على لسان شخصية طفل، أي لا يمكن توجيه اللوم إليها أو مطالبتها بالمعقول. حول ذلك يعلّق: "أجواء القصص كلها تقول أنا لا أشعر بالواقع، ولست ملتزماً فيه كما هو، ليس مثل الروايات التسجيلية التي كتبت عن سورية وفلسطين مثلاً".

ليس هذا فقط، بل إن اللعب انتقل من المنطق إلى أسلوب السرد نفسه، الذي تمتّع فيه معروف بكامل حريته، فتنقل بين أساليبه المختلفة كطفل يجرّب كل شيء ويفكك كل لعبة ليعرف ما بداخلها، ثم ينتقل إلى غيرها.

يبيّن صاحب "ملاك على حبل غسيل" أن في المجموعة موقف من السرد في النصوص العربية التي أصبحت "مترهّلة" في معظمها، ويردف "لقد حاولت أن أجعل للخيال كياناً".

في مجموعته القصصية الأولى، تحضر الحرب كـ "ظرف اجتماعي مجرد من الأسماء والأزمنة". يقول معروف: "حاولت وضع شخصيات بحس إنساني ساذج في ظروف صعبة، وعليها أن تتصرّف على هذا الأساس معتقدة أنها تنقذ الشخصيات التي حولها".

من عناوين مجموعة "نكات للمسلّحين" - التي تصدّر غلافها لوحة للفنان السوري ياسر صافي - "ماتادور" و"غراموفون" و"علبة بندروة" و"بسكويت" و"سندروم أحلام الآخرين". في هذه الأخيرة مثلاً، تجد الشخصية نفسها دائماً تلعب دور كومبارس في منامات أشخاص آخرين، ثم يسير الكاتب بالشخصية إلى أن يوصلها إلى أزمة مع المحيط والواقع من خلال الأحلام.

دلالات

المساهمون