ولم نكن نتوقف

ولم نكن نتوقف

29 اغسطس 2015
ستيف سابيلا / فلسطين
+ الخط -

ليس لي بلدٌ لأرجع إليها
ليس لي بلدٌ لأُنفى منها
شجرةٌ جذورها ماء نهر يجري
إن توقّفتْ تموت
وإن لم تتوقّف تموت
*
على خدّ الموت وعلى ذراع الموت
قضيتُ أفضل أيامي
وبلدي التي خسرتها كل يوم
كنت أربحها كل يوم
وكان للناس بلدٌ واحدةٌ
وكانت بلدي تتعدّد في الخسارة
وتتجدّد في الفقد
ومثلي جذورها في الماء
إن توقفتْ تجف
إن توقفتْ تموت
وكلانا يجري مع نهرٍ من شعاع الشمس
من غبار الذهب المصّاعد من جراح أثريةٍ
ولم نكن نتوقف
كلانا كان يجري
ولا مرّةً فكّرنا أن نتوقف لنلتقي
*
ليس لي بلد لأنُفى منها
ليس لي بلدٌ لأرجع إليها
وإن توقفتُ في بلدٍ أموت.


2


أجل، إنها بلدٌ جرفتها الأمطار
إنها بلدٌ أضعتُها واستعدُتها
وأضعتُها واستعدتُها
ولم أكن أستطيع سوى أن أضيّعها وأن أستعيدها
وكان هذا قدري
وكنت أتمزّق في الحلم وأنا أستعيدها
وفي اليقظة وأنا أفقدها
ولم أكن أنام
ولم أكن أستيقظ
إنها بلد جرفتها الأمطار
وتركتني
لا أنا أفقدها
ولا أنا أستعيدها.

جرفتني الأمطار وتركتْ بلدي.

المساهمون