"ملامح الغياب": عرض راقص ومبهم

"ملامح الغياب": عرض راقص ومبهم

27 اغسطس 2015
غيدا حشيشو في لقطة من التدريبات
+ الخط -
على خشبة مسرح "دوار الشمس" في بيروت، كان من المقرّر أن تنطلق عروض "ملامح الغياب" لثلاث ليالٍ متواصلة في الأول من أيلول/ سبتمبر. لكن الأحداث السياسية والمظاهرات التي تعصف بالعاصمة اللبنانية أجّلت العرض إلى الخامس من الشهر نفسه.

ومن يدري، قد يواجه هذا العرض "المبهم"، بحسب تعبير المؤدية غيدا حشيشو، المصير نفسه بعد أيام، إن استمرت الحال على ما هي عليه.

العرض الذي بدأت فكرته في رأس المعمارية حشيشو (هذا أول عرض راقص لها) مع فنان الغرافيك كريم فرح قبل سنة، كان يدور حول كيفية تنفيذ قصيدة بصرية بالجسد، وكيف يمكن فتح هذا الجسد مثل صندوق صور وذكريات.

من هنا جاءت شراكة الموسيقي فوزي حلبي، وبدأ بناء المشاهد الثلاثة، قطعةً قطعة وتفصيلاً تفصيلاً، بالتزامن بين الإيقاع والموسيقى. لم توضع الموسيقى قبلاً وتُصمّم الرقصات بناءً عليها، بل مشت الحركة والإيقاع يداً بيد في مرحلة التأليف.

تقول حشيشو في حديث إلى "العربي الجديد": "كنا نفكر في طريقة عمل جديدة وموضوع له علاقة بكيف يمكن أن نكتب شعراً بصرياً. ولأننا -فرح وأنا- لنا خلفية بصرية، كان الرقص أقرب إلينا كوسيلة تعبير؛ إذ إننا كنا نفتّش عن طريقة لقول الصورة من خلال الحركة".

كان الثلاثة بحاجة إلى عين أخرى، عين تعرف المسرح والرقص، فهذه هي التجربة الأولى لحشيشو وفرح على المسرح. هكذا، انضمّت إلى الفريق الراقصة كلارا صفير، لتقوم بعمل الكتابة البصرية، وتقطع هنا وتصل هناك، وتنتقد وتشكّك في ما فعل فريق العمل الصغير.

يُحاول العمل، المقرّر عرضه لثلاث ليالٍ (5 و6 و7 أيلول/ سبتمبر)، أن يبني ذاكرة بين المشاهد وجسد المؤدية، بحيث يمكن للأوّل استعمال الجسد المؤدي كمرآة، أو كأداة يستعيد فيها ويتذكّر.

تقول حشيشو: "الموسيقى التي نستخدمها هي الإيقاع فقط. ومن خلاله، يمكن للحظات أن تنتهي وتضيع".

عن صعوبات إنجاز العرض، توضّح: "من الطبيعي أن تواجهنا صعوبة إيجاد من يدعمنا، كون هذا أول عرض لنا. لذا، استغرق الأمر عاماَ منا، إذ عملنا بشكل متقطّع، فلم يكن سهلاً إيجاد مكان للتدريب وخشبة تستقبل العرض".

المساهمون