"ملتقى عمّان للقصة": أنفاس قصيرة

"ملتقى عمّان للقصة": أنفاس قصيرة

28 مايو 2015
القاصّة بسمة النسور (تصوير: نادر داود)
+ الخط -

بعد ثلاث سنوات من الغياب، عاد "ملتقى عمّان للقصة القصيرة"، في دورة رابعة، لم تحمل عنواناً محدّداً، مكتفية بتوزيع سبعة وثلاثين أديباً من الأردن، وثمانية من الأدباء العرب المقيمين، في البلاد غالباً، على أيام الملتقى الثلاثة، التي تختتم اليوم.

المهرجان، الذي يقام بدعوة من "أمانة عمّان الكبرى" (بلدية المدينة)، كان تضمن في افتتاحه كلمة لراعيه، أمين عمّان، عقل بلتاجي، خاطب خلالها المشاركين في المهرجان بقوله: "أؤمن أن دوركم ريادي وعلى المؤسسات العربية أن تحتضن كل محافلكم وتتبنى أقلامكم لتصل أفكاركم إلى الجماهير، وتساهم في إحداث التغيير المطلوب"، من دون أن يتطرق إلى كيفية نقل ذلك "الإيمان" من حيّز التمني إلى أرض الواقع، في وقت انسحبت فيه الأمانة نفسها من مسؤوليتها الثقافية حيال المدينة وسكانها.

أما مديرة الملتقى القاصة بسمة النسور، فعبّرت عن سعادتها لاستئناف الملتقى لنشاطه، معتبرة أن هذا الاستئناف من شأنه أن يكرّس "عمّان عاصمة للقصة العربية".

ومن باب مواكبته للراهن والمعيش على الصعيد العربي، تضمّنت فعاليات الملتقى ندوة حول قضية الإرهاب والعنف ومجريات الأحداث في العالم العربي وتأثيرها في القصة العربية الجديدة.

الندوة نفسها، التي اقتصرت على مشاركة القاص هشام البستاني والناقد نزار قبيلات، طرحت مجموعة من الأسئلة، منها ما هو مرتبط بالقصة من جهة مواصفاتها الفنية: ما الفرق بين القصة والرواية في طريقة المعالجة؟ ومنها ما أخذ طابعاً عمومياً: هل ثمّة دور للأدب بعامة والقصة بخاصة في مواجهة التحدّيات التي تنشأ نتيجة للتغيّرات والتقلّبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ قبل أن يقدّم البستاني وقبيلات ما يشبه الشهادة الإبداعية لرؤيتهما للقصة بوصفها جنساً أدبياً.

وكرّم الملتقى في افتتاحه القاصة الأردنية سامية العطعوط، واستذكر القاص العراقي الراحل عبد الستار ناصر والقاصة الأردنية الراحلة رفقة دودين، عبر قراءات نقدية في أعمال القاصين الثلاثة، إضافة إلى إفراد مساحة خاصة للأولى، لتلقي شهادة إبداعية، تساءلت خلالها مستنكرة: "من قال إن الكتابة متعة!"، لتجيب تالياً: "إنها جبال من هواء تتأرجح بنا في عالم أصابه دمار شامل وشلل رعاشي.. الكتابة تصل بنا إلى حد الهذيان المجرد من المنطق".

يذكر أن ملتقى عمان الأول للقصة القصيرة عقد في العام 2009، وشارك في سنواته الثلاث مجموعة من المثقفين والنقاد وكتّاب القصة القصيرة في العالم العربي، إضافة إلى نقاد أجانب مختصين في الأدب العربي من تركيا وإيران وإيطاليا. ويشارك هذا العام كتّاب قصة ونقاد من الأردن والعراق وسورية والكويت وسلطنة عمان والمغرب وفلسطين والصومال.

المساهمون