وجوه عربيّة كثيرة

وجوه عربيّة كثيرة

25 مايو 2015
عمار البيك / سورية
+ الخط -

"ظلُّ القضبان"، روايةٌ عن سجينٍ عربيّ ذي ملامح، ولكن ملامحه، شأنه شأن أي سجين من رفاقه من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، لا تظهرعياناً، أي لا أحد يسأل عنه، لا أحد يعرف مكانه، لا أحد يعنيه أن يعرف عنه شيئاً.

إنه خيط أغنية تائهة، أو هذا ما يبدو عليه بطل هذه القصة التي نشرها الشاب علي التميمي، وقدّمها لي قائلاً: "هذه قصتي الحقيقية.. أتمنى أن تعجبك".

لا أشك أنها قصة حقيقية، ولكن ها هنا طريقة في السرد، في التشظية، في المزج بين الأمكنة والأزمنة، تجعل للحقيقة وجهاً آخر لم نعتد عليه.

هي الخفيّ والمجهول والمنفي؛ أو باختصار هي وجه "العربي" الذي حين تحتويه السجون الغريبة، يصبح الوحيد ربما في هذا العالم الذي عليه ألا يحلم بالعودة، بمنفذ يصله بسطح الكرة الأرضية.

في هذه الرواية وجوه عديدة، وكلها من النمط نفسه تقريباً، سواء كانت عربية أوغير عربية، فالهندي والصربي والصيني والمكسيكي والأفريقي الذين تكتظ بهم زنازين هذا السجن الأميركي على الحدود بين كندا وأميركا، يبدون أيضاً خيوطاً تائهة، لا وطن يسأل عنهم إلا بالقدر الذي يستطيع كل منهم أن يتذكر، ولا أيام قادمة إلا بالقدر الذي يستطيع كل منهم أن يحلم.

دلالات

المساهمون