منتصف سلالم الوعي

منتصف سلالم الوعي

05 مارس 2015
خالد ضوّا / سوريا
+ الخط -

تهاوت صروح الدول العربية العتيدة. من تونس إلى سورية، تحوّل المستنقع إلى مرجل. أصبح أي مواطن يعرف أن الإعلام يسير على حافة الكذب اليومي، وأن المثقف أقرب الخلق للخيانة، وأنه هو نفسه في وظيفته جزء من نظام يطوّع كل شيء لمزيد من السيطرة.

أفكار كانت تبدو شاهقة العلوّ منذ سنوات قليلة، وعادت خبزاً يومياً. ولكن هل نصدّق أن منسوب الوعي قد ارتفع؟

كنّا نقول جميعاً إن "الزعماء يمنعون الشعوب من الوعي كي يسهل إخضاعها". اليوم، أصبح الوعي أمراً واقعاً، عملةً متداولةً في الأسواق، وربما ملقاةً على قارعة الطريق؛ ورغم ذلك لا نرى أنظمةً متخوّفةً أو منزعجةً حتى.

وما دام القمع ضرورياً عند كل ممارسة للسلطة، فهو الآخر أمر واقع وساري المفعول. ولكن، ما الذي طرأ على القمع وهو يقف أمام عيون مبصرة؟ لا شيء، القمع هو نفس القمع. ما تبدّل هو أمر خارجي. تكاثرت عيون العارفين والفاهمين، وكثرتها هي حاصل تجميع أصفار، إن لم تتحوّل النظرة إلى فكرة فتخطيط فحركة.

"الربيع العربي" تجربة موسّعة كي نعرف أن ثقافة حقوق الإنسان، حتى وإن تحوّلت إلى حديث عائلي مبسّط، فهي لا تمثّل ضمانةً. ونظريات الاتصال، التي يمكنك أن تخوض فيها في أي مقهى شعبي، لم تمنع جهازاً عربياً واحداً من الكذب والتزييف. لكن أحداث الأعوام الأربعة الأخيرة تظلّ درجةً في سلّم، وخطوة في طريق طويلة.

المساهمون