الأسطة محمد حربي

الأسطة محمد حربي

28 مارس 2015
فاتح المدرّس / سورية
+ الخط -

ثمة أكثر من صورة لـ"الشاعر الصحافي" في الصحافة العربية ومع توالي العقود ازدادت قتامة. إذ طالما انتكبت المسكينة بشعراء اعتبروها محطة عابرة على طرق مجدهم أو بصحافيين ظنوها رافعة لـ"مواهب" لا شيء يستطيع رفعها.

في المقابل، ثمة من شكّلت طاقتهم الشعرية غلالة شفافة لصنعتهم الصحافية ومنحوها أنفسهم بكرم لا حدود له. لكن الشعر بقي مثل طائرٍ غريبٍ يبحث عن أصحابه في غرف التحرير وركام المسوّدات وساعات العمل الطويلة.

تتوارد هذه الصور ونحن نقلّب المرارات الشعرية العذبة لأحد هؤلاء "الأُسطوات" في مجموعة أولى صدرت قبل أشهر بعد أن تجاوز صاحبها الخمسين.

وإن كنا لا نتحمّس لثنائية "الرمل والطمي" ومقولتها المتمركزة في مجموعة محمد حربي؛ إلا أن سؤالاً مثل: "ماذا تفعل الآن/ بعدما جفّ ضرع النهر عن إنتاج الطمي/ وتوقفت الفاخورة عن الرقص/ والهرمُ عن استقبال الموتى؟" هو أيضاً سؤال زمننا.

هو شاعر من طينة محمد عفيفي مطر لا يتوقف عن تسمية وجوه سلالته التي نعثر بينها على نصر حامد أبو زيد في قصيدة عنوانها "ابتهال يونس":

"ولمّا أيقنتْ أنّ طفلها الكبير سيُسلم الجسدَ إلى فتحة المقبرة/ صعدت إلى كتاب الأساطير وجلستْ بإنصاتٍ إلى إيزيس/ تتعلّم الدرس القديم كلّه ثم نزلتْ تفتّشُ عن طفلها/ ورقةً ورقةً في النهر والنص والحقول البعيدة/ ولتمنع استمرار الكهّان في قتله كل يومٍ/ في منابر الإعدام/ وتلك أُمومة أُخرى".

دلالات

المساهمون