مهرجان الشباب للأفلام: الرّقيب مُخرجاً

مهرجان الشباب للأفلام: الرّقيب مُخرجاً

01 ديسمبر 2015
"القوس الأسود" لـ شادية ورجاء العالم / السعودية
+ الخط -

بينما يصدر حكمٌ بالإعدام بحقّ الشاعر الفلسطيني أشرف فياض (1980) في السعودية، تستعد "الرئاسة العامة لرعاية الشباب" هناك، لإطلاق "مهرجان الشباب للأفلام"، مطلع عام 2016.

لم يعلن القائمون على المهرجان كثيراً من التفاصيل حول الأعمال المشاركة أو المُتقدّمة للمشاركة. لكن، من خلال ما أُعلن حول أهداف المهرجان، ستبدو المشاركات متوقّعة.

ففي بيانهم جاء: "يسعى المهرجان الذي يقام في مدينة جدّة إلى تعزيز قيم الانتماء والوطنية، والتصدّي للفكر الضال ومن يروّجون له". هكذا، وُضعت مُسبقاً شروط يمكن تسميتها بالرّقابية، حدّدت طبيعة الأفلام التي يحقّ لها أن تشارك؛ فكل ما سيرون أنّه "ضال"، وفق معاييرهم، سيُقصى على الأقلّ، إن لم يُزجّ به في قضية ما.

لا تقتصر المشاركات في المهرجان على حاملي الجنسية السعودية، وإنّما من حقّ المقيمين هناك أيضاً أن يشاركوا فيه، من خلال أفلامٍ في الفئتين؛ الروائية والوثائقية، التي ستتنافس في حقلين؛ المسابقة العامة، ومسابقة الطلبة.

إلى جانب "تعزيز قيم الولاء والانتماء"، يؤكّد منظّمو المهرجان أنّه أداة لتحفيز المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين وكل من يتصل بها من هندسة صوت، وموسيقى تصويرية، وتصوير، ومونتاج، "ليصبح منصة لكل المواهب الشابة".

كيف يُمكن لهذه "المواهب" الشابة أن تستطيع منح كاميراتها حرّيةً في اختيار صورها ومواضيعها، طالما أنّ المشهد مُعدّ سلفاً بكل تفاصيله الإخراجية؟ وكيف يمكن صقل هذه المواهب وهي تشعر أنّها مُهدّدة، ولن تستطيع أن تقدّم، مثلاً، قضية شائكةً تتعلّق بالمجتمع السعودي؟ فالرقابة تؤوّل كما تشاء، وتتصرّف بالطريقة نفسها.

لا يبدو أنه من الممكن انتظار الكثير من تظاهرة كهذه، صُمّمت وقُولبت بناءً على رغبات المؤسسة الرسمية، في وقتٍ يقبع فيه شاعرٌ خلف القضبان، سيرى فيه الشباب نموذجاً لعاقبةٍ وخيمةٍ قد يتعرّض إليها أي منهم في أي لحظة ظنّها إبداعية.


اقرأ أيضاً: أشرف فياض.. بدأ الدرس الأول

المساهمون