دخولٌ وخروج

دخولٌ وخروج

08 أكتوبر 2015
(سو بلاكويل / بريطانيا)
+ الخط -

قبل سنواتٍ قليلة، حين كانت "المكتبة الوطنية" في الجزائر فضاءً يزدحم بنشاطات ثقافية تشارك فيها أسماء فكرية وأدبية من الداخل والخارج، حضرتُ ندوة أدبية تناولت مسألة "الدخول الأدبي". أفاض الكتّاب المشاركون حول الموضوع، ثمّ وصلوا إلى نتيجة اتّفق عليها الجميع: لا وجود لشيء في الجزائر اسمه "دخول أدبي".

كنتُ سأتساءل: لماذا تتحدّثون، إذن، عن شيء غير موجود أصلاً؟ لولا أن أحدهم تفضّل بتوضيح أن الهدف من الندوة هو محاولة فهم أسباب غياب تلك الحالة، ومن ثمّ، العمل على إرسائها كتقليد يرفد الساحة الأدبية.

بعد ذلك، أخذ حضور المصطلح في الصحافة الثقافية يتمدّد، يحضر دون أن يكون له مُقابل على أرض الواقع. هكذا، أصبح "الدخول الأدبي" يُستخدم حتّى عند الحديث عن صدور عدد من الروايات لا يتجاوز أصابع اليد.

هذا يعني أنّنا اكتفينا بتحويل الأمنية/ الرغبة في إرساء ذلك التقليد السنوي إلى مصطلح إعلامي. الأمر أشبه بالحداثة العربية التي تحضر في اللغة، وتغيب في البيت والمدرسة والجامعة والشارع والمقهى.

لكن، هل نحن بحاجة، فعلاً، إلى دخول أدبي؟ هل يجب علينا استنساخ حالة فرنسية تحكمها تقاليد لا تتوفّر عندنا أصلاً؟

سيوقعنا ذلك في فخ المقارنات مع مشهد مختلف، لا يقتصر فيه حضور الأدب على شهرَي سبتمبر وأكتوبر، بل يمتدّ على مدار السنة. هكذا، سيبدو النقاش برمّته مُفتعلاً ومجرّد ضرب من الرفاهية الثقافية.


اقرأ أيضاً: عبد القادر بن دعماش: أصوات من الذاكرة الشعبية

المساهمون