كوروفوبيا

كانت الكاتبة الأميركية إيما غولدمان (1869-1940)، إحدى رموز الفوضوية والنسوية، من أكثر النساء مرحاً، خصوصاً حين تتواجد في مكان فيه حلبة رقص، مع أننا لن نجدها امرأة مبتهجة على متصفّح "غوغل"، فهي من أشد الناس تجهماً في صورها. لكن لدى قراءة كتابها السيَري "أعيش حياتي" سنكتشف فيه عشقها للرقص.

تروي غولدمان أنها كانت ترقص بجنون في إحدى الليالي مع أصدقائها، حين اقترب منها أحد رفاقها في الحزب بوجه قاتم، "كأنه سيخبرني بنبأ وفاة أحدهم"، هامساً لها: "لا يليق بثورية أن ترقص". وجاء ردّ غولدمان صاعقاً: "إنها ليست ثورتي إن لم أستطع أن أرقص".

فوبيا الرقص (كوروفوبيا) هي أحد المخاوف المصنفة في الطب النفسي، والتي ترتبط بالخوف من الوجود في جماعة، ومن الحرج. يقولون أيضاً إنها مرتبطة بحدث تراجيدي في حياة المريض. فكيف هو الحال لو وُجِد شعب أو جماعة بأكملها تعاني من هذه الفوبيا؟ لنا أن نتخيل نوع التراجيديا التي تقف خلف ذلك! التراجيديا التي لا ينفع معها لِين الجسد وتمايله حين يشرب الموسيقى.

هذه جماعة تليق بها المِشية العسكرية التي ترافق موسيقى الـ "مارش"، حيث الجسد المتصلّب يؤدي دوره المأمور به، مجرد حاملٍ للطبول والأبواق.