كنان العظمة.. كلارينت الأوقات الصعبة

كنان العظمة.. كلارينت الأوقات الصعبة

31 اغسطس 2014
+ الخط -

في حفلته الأخيرة، بمتحف مدينة كولونيا، بدا عازف الكلارينت السوري كنان العظمة ورفاقه الثلاثة في رباعي "سيتي باند" كأنما يواجهون الحرب بالآلات الموسيقية. 

مع كايل سانّا (غيتار)، وجوش مايرز (باس)، وجون هادفيلد (إيقاعات)، وكنان العظمة (كلارينت)، قضى جمهور المدينة الألمانية ساعة ونصف من الزمن مستمعاً إلى أربعة أناشيد حمل كلّ منها صوته وأفقه الذي يتقاطع به مع الأناشيد الأخرى، ليس في النوطة فحسب، بل بالتناغم العالي في ما بينهم، والذي يوفر لكل واحد منهم مساحة واسعة لآلته.

أسّس العظمة (1976) ورفاقه فرقتهم عام 2006 في نيويورك. حيث انطلقوا مقترحين مزيجاً من الموسيقى العربية والكلاسيكية الغربية والجاز. وكانت الفرقة قد حطت رحالها حديثاً في برلين، مستكملة رحلتها الأوروبية التي مرت، في وقت سابق من هذا الشهر، بهولندا.

موسيقى العظمة، كما عرفناها وكما سمعناها في حفلة كولونيا، لا تسعى إلى استدرار التعاطف من باب سوريتها، بحكم أصل صانعها، وإنما من أصالتها كنتاج إبداعي قبل كل شيء. وعلى هذا الأساس، خلق الموسيقي السوري حواراً عميقاً مع جمهوره الألماني، متخلصاً من شوائب الصور النمطية.

بين لغته الأم، والإنكليزية التي تواصل بها مع الجمهور الألماني، كانت الموسيقى، كعادتها، اللغة الأكثر نفاذاً وكونية والأقل احتياجاً لترجمة مقاصدها. وبينما رأى السوريون الحاضرون أرواحهم وأرواح أبناء بلدهم المكلومة تتحول إلى علامات موسيقية، كان الألمان يقرأون ما بين السطور، ما بين الوتر والإيقاع والنفَس.

في حفلته، واجه كنان العظمة قبح العالم من موقعه كفنان. كانت آلته صوت السوريين المعذبين، مراهنةً على الموسيقى في الاحتجاج على الحرب والدكتاتورية. 

*المقطع الموسيقي المرفق من عرض المجموعة في مسرح الجنينية / القاهرة 2012

المساهمون