"طبيعة عراقيّة": لوحات ضدَّ الجفاف والتصحّر

"طبيعة عراقيّة": لوحات ضدَّ الجفاف والتصحّر

28 يونيو 2023
عمل لـ غسان داود (من المعرض)
+ الخط -

إذا كان التَصحّر من المُشاكل العميقة التي لا يزال الفرد العراقي يُعاني من آثارها، فإنَّ مشكلةً أخرى تضخَّمت منذ العام الماضي وصارت تمسّ وجوده، تتمثّل في تقليل الحصّة المائيّة للعراق من بعض الأنهار التي تنبع من إيران وتركيا، مِمّا عرَّض المُسطحات المائيّة إلى جفافٍ تام، وتحديدًا الأهوار في جنوب البلاد، والتي صُنّفت ضمن لائحة التراث العالمي من قبل "اليونسكو" عام  2016.

"طبيعة عراقية" هو عنوان المعرض السنوي الذي افتتح عند السادسة من مساء السبت الماضي في "جمعية الفنانين العراقيين" ببغداد ويستمر حتّى بعد غد الجمعة، بمشاركةِ أكثر من ثمانين فنانًا وفنانةً، بواقعِ عملٍ واحدٍ لكلِّ مشارك.

المعرض، الذي تنظّمه الجمعية كلّ عام، يأتي كردِّ فعلٍ على ما تشهده البلاد من اندثارٍ للطَّبيعة والرِّيف، وهجرة السكان الأصليين لأراضيهم وزراعتهم، وما يتبعها من انعدام للمساحات الخضراء وغيابٍ شبهِ تام للمياه في مناطق رئيسية ومهمّة.

الصورة
ملصق المعرض
ملصق المعرض

تستمدّ اللوحات موضوعاتها من الطبيعة مباشرة، ولا تحضر فيها أي دلائل على جفافٍ أو تصحّر، فالمواشي والمزروعات، والنَّهر والنَّخيل والطَّريق الترابية التي تحاذيها المساحات الخضراء، وبيوت القصب التي تشتهر بها الأهوار، وبيوت الطين، والمناطق الجبليّة، كلّها صوّرت الطبيعة كما هي، حتّى أنَّ الفنانين الذين شهدت مناطقهم هجرةً وجفاف أنهرٍ، لم تتطرق لوحاتهم سوى للخضرةِ والخَصب وحَركة السكّان، وهي محاولة للتأكيد على ما تتمتع به الأرض العراقية من وفرةٍ ونماء، في مقابل ما يحصل لها من تخريب وإهمال، لا يتعلق بالفرد، بل بالحكومات المسؤولة عن هذا الملف.

صوّر كلّ فنانٍ مشاركٍ طبيعة المكان الذي يعيش فيه أو زارَهُ، فلوحة سماح الآلوسي تناولت جانبًا من مزارع كَنعان في محافظة ديالى (شرق العراق)، التي تظهر فيها ساقية ماءٍ وأرض محروثة وقطيع يرعى وشجيرات تتكثَّف في البعيد.

واقتصرت لوحة غسان داود على تصوير طريقٍ فارغٍ بين البساتين في محافظته واسط (وسط العراق)، غيرَ أنَّ هذه الطريق الفارغة محفوفة بالخضرةِ من جانبيها وحتّى نهايتها. أما لوحة أسامة هاشم فهي عن بيوت القصب في جنوب العراق، والتي تُبنى على الجُروف، والنسوة اللواتي يدفعن المشاحيف (وسيلة النقل المشهورة) بقصبةٍ طويلةٍ في المسطحات المائيّة، بينما اختار علي عبد الله، موضوع لوحته من الشمال، حيث الشلال المُتدفِّق الذي يشقّ طريقه عبر الصخور الجبليّة إلى المزارع والقُرى.

ومن بين الأسماء الأُخرى المُشاركة في المعرض: أحلام الخزرجي، وأزهار جهاد، وباسم الحاج، وتغريد لازم، وجاسم الصوفي، وصباح مهدي، وعلي كريم، وغسان داود، وفلاح عبد الكريم، وقاسم النجفي، وكميلة حسين، ومحمد جاسم الزبيدي، وناجي حمد، وناطق عزيز، وناظم حامد، وورود جعفر، ويوسف حسون.

 

المساهمون