رحيل باسم عبد الحميد حمّودي.. حياةٌ مع النقد والتراث الشعبي

رحيل باسم عبد الحميد حمّودي.. حياةٌ مع النقد والتراث الشعبي

10 مايو 2024
باسم عبد الحميد حمّودي (1937 - 2024)
+ الخط -
اظهر الملخص
- توفي الباحث والناقد العراقي باسم عبد الحميد حمّودي عن عمر يناهز 87 عامًا، مخلفًا إرثًا ثقافيًا غنيًا في دراسة التراث والثقافة الشعبية العراقية، بدءًا من منتصف الخمسينيات.
- حمّودي، الذي وُلد في بغداد وتخرج من جامعة بغداد، أسهم بشكل كبير في الحقل الثقافي من خلال مؤلفات وأبحاث عديدة، وشغل مناصب تحريرية في مجلات مرموقة، موسعًا نطاق اهتماماته ليشمل نقد القصة القصيرة.
- أصدر عدة دراسات مؤثرة تناولت جوانب متعددة من الحياة والتراث الشعبي العراقي، وظل نشطًا في الكتابة الصحفية حتى أيامه الأخيرة، مؤكدًا على أهمية النقد الأدبي في تشكيل الوعي الثقافي.

عن عُمر يناهز سبعة وثمانين عاماً، رحل، صباح اليوم الجمعة، الباحث والناقد العراقي باسم عبد الحميد حمّودي (1937 - 2024)، الذي يُعدّ من أبرز مُختصّي بلاده في دراسة الثقافة والتراث الشعبيّين، حيث امتدّت مسيرته البحثية في هذا المجال منذ أواسط الخمسينيات، وقدّم خلالها عشرات المؤلّفات والأبحاث.

وُلد حمّودي في بغداد عام 1937، وتخرّج من قِسم التاريخ في "جامعة بغداد" عام 1960، في حين كانت أوّل مقالة نشرها بعنوان "الفراغ" عام 1954. وبعد ذلك التاريخ بدأت مساهماته في هذا الحقل من خلال مجلّة "المجتمع"، وكذلك مجلّة "الأديب" التي تصدر في بيروت، وفي أواسط الثمانينيات شغل منصب رئيس تحرير "مجلّة التراث الشعبي" التي تصدر عن "دار الشؤون الثقافية العامّة" في بغداد.

لم يقتصر انشغال باسم عبد الحميد حمّودي على الدراسات التراثية، بل قدّم عدداً من الكتابات حول نقد القصّة القصيرة، فنجده يكتب في مقدّمة كتابه "رحلة مع القصّة العراقية" (1980): "هذه الرحلة هي الثالثة مع العالَم الذي أُحبّ، الأولى بدأت مع كتاب 'في القصّة العراقية' (1961)، والثانية ارتادَت مشارف القصّة في كتاب 'الوجه الثالث للمرآة' (1973)، وخلاصة الرحلة الثالثة بين أيديكم وقد تلوّنت عبر طريقين: واحدٌ للرواية والثاني للقصّة القصيرة".

وافتتح حمّودي هذا الكتاب بملاحظة أنّ "النقد الأدبي العربي المعاصر ما زال في أقسام كبيرة منه مُحمَّلاً بجملة متناقضات تطرح قصوراً في إدراك العلاقة بين النقد كعمل أدبي اعتيادي، والنقد كعمل خالق يُعيد تشكيل النص المنقود وفق أسس ومواصفات جمالية وفكرية، والنقد بذلك يفقد عُنصر التواصل مع النص وكاتبه الذي لا يشعر بالفائدة، وبين النقد والقارئ، وبين النقد والعصر الذي ينتمي إليه النص المنقود".

أصدر باسم عبد الحميد حمّودي دراسات عديدة من بينها: "السيرة الشعبية والذات العربية"، و"الناقد وقصّة الحرب: دراسة تحليلية" (1986)، و"عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية" (1986)، و"ديوان الأقلام" (1986)، و"سحر الحقيقة: شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي" (2000)، و"القضاء العُرفي عند العرب: معجم المصطلحات" (2009)، و"تغريبة الخفاجي عامر العراقي" (1994)، و"في دراما قصيدة الحرب: تنويع نقدي على قصيدة الفاو" (1988)، و"شارع الرشيد" (2004)، و"في تفاصيل الحدث: الهامش في التاريخ العراقي" (2018)، كما أصدر رواية واحدة بعنوان "الباشا وفيصل والزعيم" (2023).

الجدير بالذِّكر أنّ حمّودي واصل عملَه الصحافي في صحيفة "المدى" حتى عام 2018، كما ظلّ ينشر مقالات أسبوعيّة في صحيفة "الصباح" حتى أيّامه الأخيرة، وهو عضو في "الاتحاد العام للأدباء والكتاب" بالعراق.

المساهمون