إصدارات.. نظرة أولى
- من الإصدارات المميزة: "رامبو وشهرزاد" لعبد اللطيف اللعبي، "ديار بئر السبع" لأحمد أمارة، و"الأقلمة السردية" لنادية هنداوي، تغطي مواضيع مثل الهوية الأدبية والتحولات الجيوسياسية.
- يُسلط الضوء أيضًا على كتب تتناول الوضع السياسي في تونس، القوى الناعمة للصين، وحياة النساء الفلسطينيات، مما يعكس التنوع الثقافي ويقدم للقارئ العربي فرصة لاستكشاف أفكار جديدة.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل مؤلّفات في المسرح والدراسات الاجتماعية والنقد الأدبي والأبحاث السياسية إلى جانب الترجمات والقصة القصيرة.
■■■
تواصل "دار الرافدين" تقديمها لأعمال الشاعر والروائي المغربي عبد اللطيف اللعبي (1942) المكتوبة في الأصل بالفرنسية. تصدر هذه الأيام طبعة لكتابه "رامبو وشهرزاد: أعمال مسرحية". من غلاف الكتاب نقرأ: "يُخلخل ظهور المسرح في أعمال عبد اللطيف اللعبي هوية الأجناس الأدبية مُنتقلاً بها من وضعية الثبات إلى حالة الترنُّح، فاقتحام الشعر لمسرحه، أو اقتحام العنصر الشفوي لشعره، ينبعان من نفس الفرادة المعكوسة لتوسيع هوامش الإبداع الأدبي: فبمقدار ما تسعى مسرحة القول الشعري إلى تقريبه من الواقع، تهدف شعرنة النص المسرحي إلى إبعاده عنه، بجعله أكثر تحرُّراً من قيود الزمن".
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "ديار بئر السبع؛ جنوب فلسطين العثماني: الأرض والمجتمع والدولة" للباحث الفلسطيني أحمد أمارة. يتناول المؤلّف التحوّلات الجيوسياسية والإدارية والقانونية التي مرّت بها منطقة بئر السبع خلال فترةٍ اتّسمت بإصلاحات عُثمانية متزايدة، وبأطماعٍ استعمارية، شكّلت حوافز لتغيير جغرافيتها واقتصادها، ولترسيم حدود سياسية جديدة، تركت بصمتها في مجالات مختلفة حتى اليوم. يتحدّى الكتاب الأبحاث النمطية التي تُصوِّر المجتمعات البدوية على أنها مجتمعات منعزلة تعيش في اللادولة واللامؤسسات.
"الأقلمة السردية مخابرها الغربية – مناشئها الشرقية"كتاب جديد للباحثة العراقية نادية هنداوي صدر عن "مؤسسة أبجد للترجمة والنشر". يطرح العمل إشكاليات تاريخية ونظرية، منها أن الواقعية لم تكن هي القاعدة التي عليها شُيدت التقاليد الصلبة والراسخة في الرواية، وكيف أن دور مؤرخي الأدب ومنظريه ونقاده كان كبيراً في إشاعة فكرة أن هذا الجنس أدبي أوروبي وأنه وريث الملحمة، لافتاً إلى أن القاص العربي كان في القرن التاسع عشر يبني قصصه في العموم على ما عرفه واعتاد عليه من تقاليد السرد العربي القديم، عارفاً أهمية القصّ في التوعية بالمصير ومقاومة أهوال الزمان.
"سنوات الطين: تونس من الديمقراطية الكسيحة إلى الاستبداد الشعبوي 2019 - 2023"، عنوان كتاب الباحث والناشط السياسي التونسي عدنان المنصر، الذي صدر عن "منشورات سوتيميديا". يُتابع الباحث ما بدأه في كتابه السابق "سنوات الرّمل" (2021) الذي خصّصه لمرحلة ما بعد ثورة عام 2011 حتى 2019، حيث يحاول وضع قراءة منهجيّة لراهن البلاد السياسي، عارضاً لأزمات الانتقال الديمقراطي في تونس بعد عودة الاستبداد بطبعة شعبوية جديدة إلى سدّة الحُكم. اعتمد الباحث الاستعارة الجيولوجية في عناوين الكتابَين تلخيصاً للتمييز بين مرحلتَين سياسيّتَين.
"الصين رقم واحد؟ القِيم الناشئة للقوّة الصاعدة" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة ميتشغان" للباحثَين يانغ تشونغ ورونالد إف إنغلهارت. يستكشف العمل القوى الناعمة للصين من خلال عيون المواطنين الصينيِّين أنفسهم، وكيفية نظرتهم إلى صعود بلادهم على الساحة العالمية خلال الأربعين سنة الماضية، من خلال استخدام بيانات ومُسوحات جديدة تُحلّل بصورة أساسية القِيم الاجتماعية والسياسية التي يتوافق حولها الصينيّون، ويدرس أيضاً التغيّرات المستمرّة في هذه القِيم وكيفية تطوّر الهوية الوطنية الصينية وانعاكاساتها في الأدب والفنون والرياضة.
يُقدّم كتاب "ثلاث أمّهات وثلاث بنات: قصص نساء فلسطينيات " لمايكل غوركن ورفيقة عثمان، الذي صدرت الطبعة العربية منه عن "منشورات غاف" بتوقيع المترجمة أمل إسماعيل، لمحةً عن الحياة الفلسطينية اليومية تحت الاحتلال الإسرائيلي كما تسردها نساءٌ فلسطينياتٌ من أجيال متعاقبة، ومناطق مختلفة. نجد في الكتاب رواياتٍ نجح مُحقّقاها في مزاوجة خطابها النظري والأكاديمي بالشّهادة الشّخصية، إذ نرى مسرَّات النساء من الداخل في خضمّ حياتهنّ المنزلية، ونصاحبهنّ في أحلكِ الأوقات، ونتلمّس مشقّة تهجيرهنّ عن منازلهنّ قبل أن تُدمّرها قوّات الاحتلال.
يحتوي كتاب "سِفر الخروج: ثورة العالم القديم" لعالِم المصريّات الألماني يان أسمان، الصادرة ترجمتُه عن "منشورات الجمل" بتوقيع عبد الحليم عبد الغني رجب، على مشاهد مفتاحية من تاريخ المُقدَّس. فمتى نشأت كلّ هذه المرويّات؟ وأي أصول أو متوازيات قديمة موجودة لها في الحضارة المصرية أو في الحضارات الشرقية القديمة؟ يحاول الباحث الإجابة عن كلّ هذه الأسئلة انطلاقاً من أحدث نتائج الأبحاث في مجال علوم الآثار، وهو في هذا ينقّح نظريته حول مفهوم الوحدانية التي حظيت بنقاش طويل، ويشرح أيضاً التبعات الثورية لهذا المفهوم على التاريخ.
صدر عن "مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط" كتاب "متصوّفة الإسكندرية ومنشآتهم المعمارية في العصر الإسلامي" للباحث المصري أيمن الجوهري. يعود الكتاب إلى جذور مفهوم التصوّف الإسلامي ونشأته في نهاية القرن الثاني الهجري/ القرن الثامن الميلادي، ويناقش العوامل الفكرية التي أثّرت فيه على مدار القرون الماضية، كما يستعرض تاريخ التصوف والمتصوفة في الإسكندرية منذ القرن السادس الهجري وصولاً إلى القرن الثالث عشر، حيث يضيء منشآت التصوّف في المدينة كالرباطات والخانقاوات والتكايا والقباب الضريحية مستعيناً بالوثائق التاريخية.
"الأعباء" عنوان المجموعة القصصية الأولى للكاتب الشاب باسل الخواجا، صدرت عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". الكتاب محاولة في استكشاف عوالم الأمراض النفسية، و"معاينة عبء المرض النفسي على الإنسان وكيفية تعامل المجتمع معه. دور القارئ مهم في معاينة المرض في كلّ قصة ومحاولة فهم موضوع المرض النفسي ذي النظرة المحرمة أو المشبوهة في المجتمع. تحكي الشخصيات معاناتها وأزماتها وحيدة رغم المحيطين بها بلغة بسيطة متوترة تتواءم وتلك المعاناة" بحسب بيان الناشر.
في كتاب "اليمين المُتطرّف في أوروبا"، الصادر عن دار "خطوط وظلال" يُحلّل كلٌّ من الباحثَين خالد شيات وعبد النور خراقي الافتراض المَصلحي المادّي لتحوّل المنظومات الغربية من السعي نحو الاندماج إلى الهوية الوطنية، الذي هو صراع ثقافي مرير يتأطّر بعمليات تستحضر قوّة الدولة وتفوّقها، حيث كلّ الأشكال تمرّ عبر مؤسسات الاقتراع والانتخابات. الأمر يتعلّق بتأطير نظري بين مفهوم الشرنقة داخل الدولة وبين الانحسار الهوياتي في منظومة تشبه "الثقب الأسود"، حيث تكون النزعة الهوياتية الطائفية مقدّمة للفناء والوجود الحضاري.
