"أفلام على أفلام": نماذج من ذاكرة صنّاع السينما

في فيلم "سينما باراديسو الجديدة" (1988)، للمُخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري، يستعيد بطله سالفاتور الذي يعمل مُخرجاً لكنه غير سعيد رغم نجاحاته، ذكرياته طفلاً في مدينة صقلية حيث نشأ وعاش هناك قصة الحب الحقيقية الوحيدة في حياته.

ذاكرة المخرج؛ بطل الفيلم، وقد امتدّت على مئة وسبع وثلاثين دقيقة في النسحة الأولى التي عُرضت في إيطاليا وتفاوتت حولها آراء النقاد، ثم تم تقليصها إلى 155 دقيقة، ولم تنل الجماهيرية التي حظيت بها النسخة السابقة، لتُعرض في نسخة نهائية من 123 دقيقة، استحوذت جوائز دولية.

عُرض الشريط مساء الخميس الماضي، في انطلاق تظاهرة "أفلام على أفلام"، بـ"سينما زاوية" في القاهرة، ويُعاد عرضه في الثامن عشر والحادي والعشرين من الشهر الجاري، إلى جانب شرائط أُخرى تُقدّم حتى انتهاء البرنامج في الخامس والعشرين منه.

الجدل حول النُّسخ الثلاث للعمل، انتهى بنسخة حقّقت كلّ هذا الانتشار والتقدير، بيد أنّ العمل ظلّ يُمثّل حيرة للنقّاد الذين اعتبروه من الأعمال البسيطة لكنها تترك أثراً مُؤلماً، وكذلك من الأفلام التي لا تقدّم إضافة كبيرة، إلّا أن حالة الرثاء لواقع السينما العالمية، والحنين الذي يتشبّع به الفيلم للماضي كان لهما دورهما في تكريسه كأحد أفضل الأعمال في القرن العشرين.

يُعدُّ البرنامج الذي تنظّمه "سينما زاوية"، رحلة في السينما، يحتفي بالأفلام ومخرجيها وصنّاعها بعرض أعمال تروي قصصاً متنوّعة ما بين صانعين يمروا بأزمات إبداعية، ومنتجين يتعارضون مع رؤية المُخرج الفنّية، وقصص تجمع بين صداقات أدّت إلى حبّ السينما، وأعباء جسدية وعقلية لمخرجين متطلّبين، وروايات تأمّلية في ذكريات الطفولة والحياة المهنية"، بحسب بيان المُنظّمين.

طفلٌ آخر يستعيده شريط "حدوتة مصرية" (1982)، للمخرج المصري يوسف شاهين الذي يشكّل واحداً من أربعة شرائط تضمّنت سيرته إلى جانب "إسكندرية ليه"، و"إسكندرية كمان وكمان"، و"إسكندرية نيويورك"، التي أثارت جدلاً واسعاً حول العديد من محطّاته سواء علاقاته العاطفية والأسرية، وكذلك صلته بالسلطة والرقابة وغيرها، لكنّ العمل كان أولى إنتاجات حسين القلا، وحقّق حضوراً لافتاً.

كما يُعرض أيضاً ضمن البرنامج فيلم "8½" (1963) للمخرج الإيطالي فيديريكو فيليني الذي يعود بطله إلى ذاكرته أيضاً، فيقع في أزمات كبرى في حياته وعمله، و"أشياء أُخرى مماثلة" (1979) للمخرج الأميركي بوب فوسي، وهو يتضمّن سيرته الشخصية قدّمها بعد تعرّضه لعملية قلب مفتوح، و"احتقار" (1963) للمخرج الفرنسي جان لوي غودار الذي يحكي انهيار علاقة كاتب سيناريو بزوجته أثناء تصويره أحد الأفلام.

الأرشيف

التحديثات الحية

أفلام لبنانية... عن حرب لا تنتهي وذاكرة معلّقة