أتلاشى في مفردة ثم أعود إليكم

أتلاشى في مفردة ثم أعود إليكم

13 فبراير 2021
مصطفى الحلاج/ فلسطين
+ الخط -

كانت أطراف أصابعنا باردة جدّاً،
والأرجل غارقةً بالكامل، ونقول كلاماً لا يُفهم.
ونشاهد كل الألوان بلون واحد.

أستشرف.
كل الأيام تفرّ بعيداً.
أفتح قبضي لا شيء هنالك غير نثار حروف ساهمة لكنْ.
أشعر أن الصوت الخافت يدخل في بعض شقوق يابسة،
أسمع صوت عتابْ.


 
كان أنيقاً،
حين تَودّعنا، أعرف أن الرمل سيفتح شهوته، لكنا
لا نملك إلا قلباً يتبصّر في كل مكان أو يبحث
عن ضَوء حتى لو كان شظايا.


    
يَستجلس غيباً،
ويقول كلاماً، شبه كلام لفراغ،
يتناول أسئلة ويميل عليها، يمسح أتربة عنها،
كان يَنِزّ إلينا هَمهمة، أوبعض حروف مائلة، كانت مائلة.
يتداخل هذا مع هذا.
أعرف ما يقصد،
وأعود اليها في كل نشيد أسمعه، أو حين أجالس نفسي.

الصُدفة ساحرة جداً،
والصُدفة ظالمة جداً،
فهنالك...،
 وقصائد شعر تدخل،
والوقت خرافيّ،
وتهز الرأس قليلاً، وتغادر حيث تشاء.

ولد يمشي و" يُقَرْقِط "،
ويطير بعيداً، لا أعرف ماذا في يده،
ماذا في القلب هناك!

مارقة تلك الفكرة. قالوا وانصرفوا نحو صغائرهم.
كنت أُسَطّر نفسي حتى لو كنت وحيداً، كنت أُسَطّر نفسي.

أتلاشى في مفردة ثم أعود إِليكم.

سأحاول أن أقرأ قالت، في ورق كي أعرف من يَهذر خلف الدار.

مَن رَتَّق هذا الزمن الغائر لا يعلم أن الخيط الواهن لا يشفع في الظلمات.
ظلمات جالسة.
ظلمات عابسة.
ظلمات تتحدّث أكثر من لغة.
ظلماتْ.

واقفة،
سيّدة كانت تشهق وتُفسّر ذاك الخبر المتدحرج،
وتخيْط كلاماً بهدوء، وامرأة أخرى تَسمعها
وتُعرّج نبرتها صوب الوقت الفادح،
وقصائد من لحم كانت تنظر من بين صدوع الوقت، الدار.

يجلس قرب رصيف، ولد
يثني جملته،
يبتلع الجملة كاملة،
ويقول هواءً، أو بعض  هواء،
ويعود إليها في وقت مرتفع جدّاً.

أَصمت.
أمشي بهدوء مُقتصد، أنظر خلفي
أتأمّل كل سهولي وجبالي
أَتَوقف عند ظلال الدهشة،
ايقاع شائقُ يتقدّم أيضاً:
كانت لهجته صافية، قالوا
أنظر خلفي.
لا أحد يَعلم أنّى تبتسم الريح.

مفردة حاذقة، تنساب صباحاً.
أجلس في أي مكان قربي.
ينخزني حجر صلب أو بعذ نتوء،
وأُجدّد نفسي.

يُفرحني أيضاً أني ما زلت أجيد الإِصغاء تماماً.

قال كلاماً مختصراً وقرأنا جملته من غير خدوش.
رجل مختَصَرٌ،
رجل مختَصَرٌ جدّاً،
كان لهاثاً مرتفعاً
ما بين المفردة الأولى والحرف الأول في الأُخرى
وبلاد صافنة،
تجلس قرب المذياع صباحاً ومساءً.
وكأنّا نستغرق مع أنفسنا في طرق عاتية في بطن الواد.


(شاعر من فلسطين)

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون