نقيب ممثلي لبنان:لن نموت على باب المستشفى بعد اليوم

نقيب ممثلي لبنان:لن نموت على باب المستشفى بعد اليوم

20 ديسمبر 2014
النقيب جان قسّيس متوسّطاً فنانين لبنانيين وعرباً (العربي الجديد)
+ الخط -


قبل يومين أعلن وزير الصحّة اللبناني وائل أبو فاعور عن بدء تحمّل وزارة الصحة كامل الفاتورة الاستشفائية المترتّبة على الفنانين اللبنانيين الذين يحملون بطاقة انتساب إلى إحدى النقابات الفنية الثمانية، وهي: نقابة ممثّلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان، نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان، نقابة الفنيين السينمائيين في لبنان، نقابة شعراء الزجل في لبنان، نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين، نقابة محترفي الفنون التخطيطية والرسوم البصرية، نقابة الفنانين المحترفين، ونقابة ممثلي المسرح والسينما في الشمال. وقد بات على كل المستشفيات الحكومية والخاصّة الموقّعة عقوداً مع وزارة الصحّة تطبيق هذا القرار.

يأتي هذا القرار "بعد 50 عاما من المطالبة بقانون كهذا"، على ما قال نقيب الممثلين اللبنانيين في حديث لـ"العربي الجديد"، وأكّد النقيب جان قسّيس أنّ "النقابة جهدت منذ تأسيس لبنان في إقناع رؤساء جمهورية وحكومات ومجالس نواب، لكن عبثاً، واليوم بات هناك وزير لديه الجرأة ليطبّق هذا الحقّ، وخلال أقلّ من أسبوع أدّى الحوار معه إلى إقرار القانون".

قسّيس اعتبر أنّ "هذا الحقّ أوّل الغيث، لأنّه يقتصر على تغطية نفقات العلاج في المستشفى، ونحن نحاول على خطّ موازٍ حالياً إنشاء صندوق التعاضد الذي سيكفل للفنانين حقوق الطبابة والمنح التعليمية منح الولادة والزواج وغيرها، إضافة إلى الراتب التقاعدي".

القانون هذا سيوقف موت الفنانين على أبواب المستشفيات، في أرذل العمر، ومنهم كثيرون ظُلِموا قبل إقرار هذا الحقّ، أبرزهم ربّما كمال الحلو الذي كان من أعمدة الفنّ اللبناني، ولفظ أنفاسه على باب المستشفى بسبب عدم قدرته على تحمّل نفقات العلاج. وبحسب قسّيس فإنّه "لم يمت أحد على باب المستشفى، ولن يموت أحد بعد اليوم على باب المستشفى، لكن هناك ظلم لحق بكثيرين، آخرهم الفنانة سعاد كريم التي تكلّفت آلاف الدولارات قبل أيّام، ولم تكن تملكها".

هذا الألم اللبناني ضارب في أعماق الفنّ اللبناني. فكثيرون من الفنانين الكبار كان زعماء دول عربية يتكفّلون بعلاجاتهم، أبرزهم عاصي الرحباني ووديع الصافي. وكثيرون تعذّبوا وتعرّضوا للإذلال قبل أن يتدخّل الخيّرون ورجال الأعمال والسياسيون لتأمين استشفائهم.




وقد اعترف أبو فاعور، خلال إعلانه هذا "السبق" السياسي والفني، بتقصير الدولة، واعتذر "لمن رحلوا مكسوري الخاطر"، فقال: "ودّعنا الشاعر سعيد عقل وودّعنا كذلك الفنانة صباح وكثر ممن وقفوا إلى جانب المواطن اللبناني في فرحه، لكنّنا للأسف لم نقف إلى جانبهم في الأوقات الصعبة، فالفنانون صنعوا ضحكاتنا وأمسياتنا ومنهم من حكى مآسينا وآلامنا وبعضهم غنّى خيباتنا وبطولاتنا والوطن. وندين لهم كدولة بتأمين الرعاية الصحية ونعتذر لمن رحلوا مكسوري الخاطر".

دلالات

المساهمون