بطلة "فيلا توما" الممنوع:من حقّنا الحصول على أموال إسرائيلية

بطلة "فيلا توما" الممنوع:من حقّنا الحصول على أموال إسرائيلية

15 سبتمبر 2014
نسرين فاعور بطلة الفيلم (العربي الجديد)
+ الخط -
أقاويل عديدة أُثيرت حول فيلم "فيلا توما" الذي منع عرضه مهرجان الإسكندرية السينمائي، الذي يستمرّ من 15 إلى 20 سبتمبر/ أيلول الجاري. فقد تعرّض العمل إلى هجوم بعد تصريحات رسمية من وزارة الثقافة الإسرائيلية أعلنت أنّ العمل حصل على دعم ماليّ إسرائيلي.

لكن هل هذه الأسباب حقيقية؟ وما هي الأزمة التي تحملها هويّة الفيلم؟

"العربي الجديد" التقى بطلة الفيلم الفلسطينية، نسرين فاعور، وكان معها هذا الحوار:

أعلن القائمون على مهرجان الإسكندرية منع عرض فيلمكِ بسبب تمويله الإسرائيلي، فماذا كان ردّ فعلك؟

ما تم إبلاغي به في هذا الشأن أنّ الفيلم موجود في الجمارك المصرية، ولم يتمّ الإفراج عنه، ولا أعرف السبب. كما أنّ إحدى النسخ التي وصلت إلى المهرجان كانت غير مؤهّلة للعرض، لذا فلم يتمّ عرض الفيلم. وأشكّ أن أيًّا من القائمين على مهرجان الإسكندرية قالوا هذا الكلام. فرئيس المهرجان نفسه، أمير أباظة، إنسان مثقّف ولديه وعي حول القضية الفلسطينية، وأخبرني عن محاولاته الإفراج عن الفيلم، لأنّه كان يرغب في أن يُدرج "فيلا توما" ضمن المسابقة الرسمية، ولكن لا أعلم فعلياً إذا كان هناك أسباب أخرى وراء عدم العرض أم لا.

هل تشعرين بالظلم؟

أنا حزينة للغاية بسبب عدم عرضه. فالفيلم، للأسف الشديد، حُمِّلَ صبغة لا تعبّر عنه. وصدرت بحقّه أحكام مسبقة غير عادلة. وما كُتِبَ عنه قبل مشاهدته خاطئ وغير منصف على الإطلاق، وهو ما اعتاد عليه كلّ فلسطينيي 48.

تصرّين في كلامك على أن تقولي "فلسطينيي 48"، وليس "عرب 48"، فهل هذا عن قصد أم أن التسمية واحدة؟

لا، التسمية ليست واحدة، وأنا أقصد ما أقوله ومدركة تماماً له. فنحن كفلسطينيين نعتزّ ونفتخر بهويّتنا الفلسطينية، ولفظ "فلسطين 48" هو التعبير الصحيح عن هويّتنا التي هي دائماً محلّ نقاش وجدل. لكن أقول إنّنا جزء لا يتجزّأ من الشعب الفلسطيني الواحد، ومن يقول "عرب 48" يريد أن يوقع عزلة بيننا.

هل احتوى فيلمك "فيلا توما" على أيّ من المشاهد لإسرائيليين؟

نعم، بالطبع يظهرون، ولكن كعدوّ. إذ نرصد إلى أيّ حدّ العدوّ الصهيوني يريد أن يطمس هويّتنا، ونظهر من خلال الفيلم أنّ الأوضاع التي نعيشها أجبرتنا على أن نحمل، للأسف، الهويّة الإسرائيلية على بطاقاتنا الشخصية. هذا وضع فُرِضَ علينا.

بصدق شديد هل أوقعكم هذا الفيلم في مشكلات مع الحكومة الإسرائيلية؟

الفيلم مُحارَب فعلياً، لأنّنا أصررنا على إظهار أنّ هويّتنا الحقيقية التي تجرى في دمائنا ليست هي التي نحملها على الورق. فأُقيمت ضدّنا دعاوى قضائية عديدة، ونتعرّض إلى مطاردات بشكل فرديّ. وتلقت مخرجة الفيلم، سها عراف، رسائل تهديد، لكنّنا نستطيع أن نتعامل مع كلّ هذه المشاكل، وما نطلبه فقط من العالم العربي ألا يساهم، أيضاً في إهدار حقّنا، وأن تعالوا لنرى ماذا يناقش هذا الفيلم وما هي رسالته؟ وأتأسّف على ضياع فرصة العرض في المهرجان، فكم كنت أتمنّى أن يُشاهد الجميع الفيلم حتّى يكون الحكم عليه عادلاً.

هل حصل الفيلم على دعم إسرائيلي؟

من حق أيّ مبدع فلسطيني، يدفع أموالاً (ضرائب)، أن يحصل أيضاً على أموال من الحكومة الإسرائيلية، فهذه أموالنا التي ندفعها لهم وليست أموالهم هم. هذا حقّ مكتسب لنا. كمبدعين فلسطينيين لا بدّ أن يكون لنا دعم، فهم لم يعطفوا علينا من جيوبهم الشخصية.

حملك الهويّة الإسرائيلية هل سبّب لك مشاكل؟

بصراحة سبّب لي مشاكل فقط في العالم العربي، لكن شخصياً تخطّيت ذلك بإيصال أفلامي إلى مهرجانات دولية مثل "مهرجان فينيسيا"، ومهرجانات أوروبية مثل "البندقية". وحصلت على جائزة أحسن ممثّلة ضمن "مهرجان الفيلم العربي" في روتردام، وسبق أن شاركت في "مهرجان القاهرة السينمائي". 

بعيداً عنك شخصاً هل يعيش المبدع، من فلسطينيي 48، في أزمة؟

في أزمة شديدة. يعيش في عزلة حقيقية عن العالم العربي. ومنذ العام 2010 لم نستطِع أن نُنشىء آليّة خاصّة نستطيع من خلالها أن نهرب من التطبيع. ولا يزايدنّ أحدٌ علينا. فنحن نعيش في مرحلة نهضة، ولا بدّ من إيجاد وعي كافٍ تجاه المبدع الفلسطيني.

لماذا الخلط بين فلسطيني 48 وبين إسرائيل؟ ولماذا من يريد أن يتضامن معكم يُتّهَم بالتطبيع؟

لا بد على من يلقي هذه الاتّهامات أن يعرف معنى التطبيع وعلى من تقع مسؤوليته. ولا يصحّ أنّ العالم العربي يحاربني ويلغي وجودي وكياني. ما نطمح إليه أن يفتح العالم العربي أبوابه علينا. وليس منصفاً أبداً أن يكون الموقف العربي هو نفسه موقف الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول أن يقصفنا من جذورنا. فحلمنا أن نلقى الدعم المعنوي من العالم العربي، وألّا يحاسبنا على ذنوب لم نقترفها. ورغم ذلك لن نتوقّف عن الحلم وسنظلّ نحلم ونبدع ونقدّم فنوننا السينمائية والمسرحية، وفنونا التشكيلية، حول العالم، وسنظلّ نرفع راية فلسطين عالية، فالنصر من عند الله.

دلالات

المساهمون