لندن مدينة في السّماء

29 اغسطس 2014
ناطحات سحاب تخترق سماء لندن
+ الخط -

حفل الخيال العلمي منذ نعومة أظفارنا، بالحديث عن مدن مكتظّة بالبشر، وانعدام المساحات السّكنية عن وجه البسيطة إلى درجة الاختناق. بيد أنّنا اقتربنا وبسرعة فاقت تصوّراتنا من تحويل الخيال إلى حقيقة، وذلك مع استمرار ازدياد أعداد السكّان وبسرعة قياسيّة، إلى جانب استهلاكنا لمجمل المساحات وتوسّعنا دون التفكير بعواقب ذلك، فلم يبق أمامنا سوى  السّماء مقرّاً لنا.

وفي هذا الإطار، طرحت شركة "شور الهندسية" تصاميم لمدن ترتفع إلى السّماء، عوضاً عن التوسّع أرضاً ما يوفّر مساحات شاسعة.

وبهذه الطريقة نمتلك فضاءً لا ينضب من الأماكن. ومن المرجّح أن تصبح ناطحات السّحاب مشروعا لنظام بيئي كامل، لدى تطبيق هذه الفكرة العبقرية التي فازت بمسابقة شركة "ناطحات السّحاب".

ويشير التقرير الصادر عن شركة "شور"، أنّ البناء الهندسي للمدن، سيزيد من الطاقة الإيجابية ويقلّص الأنوار الصّناعية لاحتياجات التبريد والتدفئة.

وترتبط الطوابق بمنحدرات واسعة بين الأقسام، ما يضمن انعدام أيّ عطل بين مستويات شوارعها وبين ناطحة السّحاب وطوابقها، وفق ألينا فالكارس المديرة المساعدة لشركة "شور" التي شرحت أيضاً، الهدف من هذا التصميم الهندسي، ارتكازه على الرحابة والسّعة والانفتاح، ما يجذب وبفعالية الإقبال عليه، لما يوفّره من رموز  قويّة على جميع المستويات.

واكتشفت الدراسات الأخيرة "للمكتب الوطني للإحصاءات" وجود ثمانية ملايين وثلاثمائة ألف نسمة حالياً في عاصمة بريطانيا لندن. ومن المتوقّع أن يصل العدد إلى عشر ملايين مع حلول عام 2029 في المدينة التي تعاني في الوقت الرّاهن من ازدحام سكّاني هائل.

ويعزّز إمكانية بناء مدينة تخترق السّماء، في وقت أقرب ممّا نتخيّل. وتحقيق طموح شركة "شور" التي خطّطت لبناء برج على ارتفاع ألف قدم يأوي مدينة بأكملها.

وحذّر الخبراء من وقوع أزمات سكنية، إن لم يبدأ العمل، على بناء أربعين مدينة جديدة بمسطّحات خضراء. وتمّ الاتفاق على قيام ثلاث مدن خضراء وبأسعار مقبولة على أن يُنفّذ المشروع بين عام 2014 و2020.

وبُني ما يزيد عن مائة ألف وتسعة منازل في بريطانيا في العام الماضي وفق تصريحات الحكومة. بيد أنّ "مؤسّسة المدينة والبلد"، قدّرت بنحو مئتي وأربعين ألف، حاجة السّكن السّنوية لتأمين احتياجات السكّن المتزايدة.

وبانتظار بناء مدينة تخترق سماء لندن، تبقى الحلول آنية لأنّ الأرض لم تعد تتسع لنا وضاقت ذرعاً بنا، من جرّاء انتهاكنا المريع لبحرها وبرّها، أمّا الفضاء فلا حدود له وهو على أهبّة الاستعداد لاستقبالنا.

 

المساهمون