هل قدّمت مبادرات لشعبك لتقدّم مبادرة لغزة؟

01 اغسطس 2014
+ الخط -

تكرّمت سلطة الانقلاب على سلطة الاحتلال بمبادرةٍ، لتخرجها من الورطة التّي وقعت فيها، فقد فشلت إسرائيل في تحشيد الرأي العام الدّولي لصالحها، كما تعوّدت منذ عقود، وانقلب عليها الرّأي العام الدّولي مع عرب المهجر في دول الغرب، وخرجت المظاهرات والاحتجاجات في العالم على ما ترتكبه إسرائيل من مجازر في غزّة، فالإعلام والمواقع الاجتماعية والفضائيات الحرة عرّت الكيان الصّهيوني، ولم يتمكّن مع حلفائه المتصهينين في دول العرب والغرب من إخفاء المجازر، كما كانوا يفعلون في السابق.

ولا شكّ أن الذي قدّم المبادرة شريك في سفك الدّم الفلسطيني، إنّها مبادرة إسرائيليّة عن طريق الزّمرة الانقلابية المصريّة، فكلّ المتصهينين في الغرب مع عملائهم في أوطان العرب، يريدون من حماس وباقي الفصائل المقاومة، أن يوقّعوا أوراق الاستسلام والرّضوخ، وقد كانوا مع أسيادهم الإسرائيليّين على يقين ثابت أنّ حماس لن تقبل هذه المبادرة المخزية والمهينة، وطبعاً قبلها الصّهاينة مباشرة بعد التّصريح بها، وهذا دليل قاطع على أنّهم هم من هندسوها وكتبوها، وبعد ذلك، سلّموها لعملائهم لكي يقدّموها، وهذا كلّه داخل في خطّة إشعال الحرب ضدّ حماس في غزّة، بغرض تركيعها ونزع سلاحها.

ولكن، هيهات هيهات، هم وحلفاؤهم من المتصهينين العرب يفكّرون بشكل مختلف جذريّاً عن تفكير المرابطين الصامدين من شرفاء المقاومة الفلسطينية، بكلّ فصائلها.

بتقديم المبادرة الانقلابية، تصور الانقلابيون في مصر، وباقي الصهاينة من القادة والسياسيّين العرب، أنّها الفرصة السانحة لتركيع المقاومة في غزّة ونزع سلاحها، فقد كانت مبادرة التعجيل بالحرب، وتوسيعها على غزة، وليست مبادرة من أجل السّلام والتّسوية، لكن الصّهاينة أصبحوا يدفعون الأثمان المكلفة، بفضل المقاومة الشريفة، ولا شكّ أنّها ستكون بحول الله، آخر المحاولات وآخر الحروب الإسرائيلية على الفلسطينيين، والغزّيّين خصوصاً، وهذا بعد إشهاد العالم على نصر المقاومة، ودحر المحتل.

وكان الأحرى بالحاكم المصري أن يتوجّه بمبادرات وبرامج لشعبه ووطنه، وكما يقال في المثل "فاقد الشّيء لا يعطيه"، فهل قدّمت القيادة المصريّة حلولاً ومبادرات للأوضاع الكارثيّة في مصر، حتّى تقدّم مبادرة للفلسطينيين في غزّة؟

avata
avata
توفيق بنرمضان (تونس)
توفيق بنرمضان (تونس)